وينبغي لنا هنا ان نورد أبيات السخاوي والحديث الذي رواه العلامة المجلسي (رض) في البحار نقلا عن كتاب عيون المعجزات. أما أبيات السخاوي وهي ما ينبغي أن يتمثل به في تلك الحالة فهي :
قالُوا غَداً نَأْتِي دِيارَ الحِمى |
|
وَيَنْزِلُ الرَّكْبُ بِمَغْناهُمُ |
فكُلُّ مَنْ كانَ مُطيعاً لَهُم |
|
أَصْبَحَ مَسْرُوراً بِلُقْياهُمُ |
قُلْتُ فَلِي ذَنْبٌ فَما حِيلَتِي |
|
بِأَيّ وَجْهٍ أَتَلَقَّاهُمُ |
قالُوا أَلَيْسَ العَفْوُ مِنْ شَأْنِهِم |
|
لاسِيَّما عَمَّنْ تَرَجَّاهُمُ |
فَجِئْتُهُمْ أَسْعى إِلى بابِهِم |
|
أَرْجُوهُمُ طَوْراً وَأَخْشاهُمُ (١) |
وينبغي أن يتمثّل بهذه الابيات :
ها عبدك واقف ذليل |
|
بالباب يمدّ كفّ سائل |
قد عزّ عليّ سوء حالي |
|
ما يفعل ما فعلت عاقل |
يا أكرم من رجاه راج |
|
عن بابك لا يردّ سائل (٢) |
وأما الرواية الشريفة فهي أنه استأذن إبراهيم الجمّال وكان من الشيعة على علي بن يقطين وهو وزير هارون الرشيد فحجبه لأنه جمّال. فحج علي بن يقطين في تلك السنة فاستأذن بالمدينة على موسى بن جعفر عليهالسلام فحجبه فرآه ثاني يومه خارج الدار فقال علي بن يقطين : يا سيدي ما ذنبي؟ فقال : حجبتك لأنك حجبت أخاك إبراهيم الجمّال ، وقد أبى الله أن يشكر سعيك أو يغفر لك إبراهيم الجمّال. قال علي : فقلت يا سيدي ومولاي من لي بإبراهيم الجمّال في هذا الوقت وأنا بالمدينة وهو بالكوفة فقال إذا كان الليل فامض إلى إلبقيع وحدك من غير أن يعلم بك أحد من أصحابك وغلمانك وتجد نجيباً هناك مسرَجاً فاركبه وامض إلى الكوفة. فوافى البقيع وركب النجيب ولم يلبث أن أناخه على باب إبراهيم الجمال بالكوفة (في مدة قصيرة). فقرع الباب وقال : أنا عليّ بن يقطين. فقال إبراهيم الجمّال من داخل الدّار : وما يعمل عليّ بن يقطين الوزير ببابي؟
_________________
١ ـ البداية والنهاية لابن كثير ١٣ / ١٨١ ، في وقائع سنة ٦٤٣.
٢ ـ وبعدها أشعار بالفارسيّة :
شاها چه ترا سگى ببايد |
|
گر من بود آن سگ تو شايد |
هستم سگكى زحبس جتسه |
|
بر شاخ گل هوات بسته |
خود را بخودى كشيده داخل |
|
پيش تو كشيده از سر ذل |
افكن نظري بر اين سگ خويش |
|
سنگم مزن ومرانم از پيش |
منه رحمهالله.