الكِبْرِياءِ وَالمَجْدِ وَالعَظَمَةِ الله أَكْبَرُ أَهْلَ التَّكْبِيرِ وَالتَّقْدِيسِ وَالتَّسْبِيحِ وَالالاِء الله أَكْبَرُ مِما أَخافُ وَأَحْذَرُ الله أَكْبَرُ عِمادِي وَعَلَيْهِ أَتَوَكَّلُ الله أَكْبَرُ رَجائِي وَإِلَيْهِ انُِيبُ ، اللّهُمَّ أَنْتَ وَلِيُّ نِعْمتِي وَالقادِرُ عَلى طَلِبَتِي تَعْلَمُ حاجَتِي وَما تُضْمِرُهُ هَواجِسُ الصُّدُورِ وَخَواطِرُ النُّفُوسِ ؛ فَأَسْأَلُكَ بِمُحَمَّدٍ المُصْطَفى الَّذِي قَطَعْتَ بِهِ حُجَجَ المُحْتَجِّينَ وَعُذْرَ المُعْتَذِرِينَ وَجَعَلْتَهُ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ أَنْ لاتَحْرِمْنِي ثَوابَ (١) زِيارَةِ وَلِيِّكَ وَأَخِي نَبِيِّكَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَقَصْدَهُ ، وَتَجْعَلَنِي مِنْ وَفْدِهِ الصَّالِحِينَ وَشِيعَتِهِ المُتَّقِينَ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. فإذا تراءت لك القُبَّة الشريفة فقل : الحَمْدُ للهِ عَلى ما اخْتَصَّنِي بِهِ مِنْ طِيبِ المَوْلِدِ وَاسْتَخْلَصَنِي إِكْراماً بِهِ مِنْ مُوالاةِ الأبْرارِ السَّفَرَهِ الأطْهارِ وَالخِيَرَةِ الأعْلامِ ، اللّهُمَّ فَتَقَبَّلْ سَعْيي إِلَيْكَ وَتَضَرُّعِي بَيْنَ يَدَيْكَ وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي لاتَخْفى عَلَيْكَ إِنَّكَ أَنْتَ الله المَلِكُ الغَفَّارُ (٢).
أقول : يعرض للزائر إذا وقع نظره على قبته المنيرة النشاط والانبساط ويثور في فؤاده العشق والولاء ، فيحاول أن يتوجه إليه عليهالسلام بمجامع قلبه وأن يمدحه ويثني عليه بكلّ لسان وبيان ولا سيّما إذا كان الزائر من أهل العلم والكمال فإنه يرغب في شعر بليغ يتمثّل به في ذلك الحال لذلك خطر لي أن أثبت هنا هذه الأبيات المناسبة للمقام من القصيدة الهائية الآزريّة والرجاء الواثق أن يسلّم الزائر عني سلاماً على صاحب القبّة البيضاء وأن لا ينساني من الدعاء وهذه هي الأبيات :
أَيُّها الرَّاكِبُ المُجِدُّ رُوَيْداً |
|
بِقُلُوبٍ تَقَلَّبَتْ فِي جَواها |
إِنْ تَراَءتْ أَرْضُ الغَرِيَّينِ فَاخْضَعْ |
|
وَاخْلَعْ النَّعْلَ دُونَ وَادي طُواها |
وإذا شِمتَ قُبَّةَ العالَمِ |
|
الأَعلى وَأنوارُ رَبِّها تَغشاها |
فَتَواضَعْ فَثَمَّ دارَةُ قُدْسٍ |
|
تَتَمَنّى الأفلاكُ لَثْمَ ثَراها |
قُلْ لَهُ وَالدُّموعُ سَفحُ عَقِيقٍ |
|
والحَشا تَصطَلي بنارِ غَضاها |
يا بنَ عمِّ النبيّ أَنْتَ يدُ اللهِ |
|
التي عَمَّ كُلَّ شَيءٍ نَداها |
أَنْتَ قرآنُه القديمُ وَأوصا |
|
فُكَ آياتُهُ الَّتِي أَوْحاها |
خَصَّكَ الله فِي مَآثِرَ شَتَّى |
|
هِيَ مِثلُ الاعدادِ لا تَتَناهى |
_________________
١ ـ ثواب : خ.
٢ ـ المزار للشهيد : ٦٧ ، مصباح الزائر : ١١٨ مع اختلاف قليل.