وَبِوِلايَتِهِمْ أَتَوَلّى آخِرَهُمْ بِما تَوَلَّيْتُ بِهِ أَوَّلَهُمْ وَأَبْرأُ إِلى الله مِنْ كُلِّ وَلِيجَةٍ (١) دُونَهُمْ ، اللّهُمَّ العَنْ الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَكَ وَاتَّهَمُوا نَبِيِّكَ وَجَحَدُوا بِآياتِكَ وَسَخِرُوا بِإِمامِكَ وَحَمَلُوا النَّاسَ عَلى أَكْتافِ آلِ مُحَمَّدٍ ، اللّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِاللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ وَالبَرائةِ مِنْهُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ يا رَحْمْنُ.
ثم تحوّل عند رجليه وتقول : صَلّى الله عَلَيْكَ يا أبا الحَسَنِ صَلّى الله عَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ صَبَرْتَ وَأَنْتَ الصَّادِقُ المُصَدَّقُ قَتَلَ الله مَنْ قَتَلَكَ بِالاَيْدِي وَالاَلْسُنِ. ثم ابتهل (٢) في اللعنة على قاتل أمير المؤمنين عليهالسلام وعلى قتلة الحسن والحسين وعلى جميع قتلة أهل بيت رسول الله ثم تحوّل عند رأسه من خلفه وصلّ ركعتين تقرأ في إحداهما يَّس وفي الآخِرى الرحمن وتجتهد في الدعاء والتضرّع وأكثر من الدعاء لنفسك ولوالديك ولجميع إخوانك من المؤمنين وأقم عند رأسه ما شئت ولتكن صلاتك عند القبر إن شاء الله (٣).
أقول : هذه الزيارة هي أحسن زياراته عليهالسلام وكلمة (وسخروا بإمامك) الواردة في آخر هذه الزيارة قد ضبطت في كتاب الفقيه والعيون وكتب العلامة المجلسي وغيره بميمين كما صنعنا نحن هنا فيكون المعنى سخروا بإمامك الذي أنت قد عينته لهم ، ولكن الكلمة تجدها مضبوطة في كتاب مصباح الزائر هكذا : وسخروا بأيامك (٤) وعلى هذا أيضاً يصح المعنى بل هو الأولى من بعض الوجوه فالأيام هم الأئمة عليهمالسلام كما يعرف من خبر صقر بن أبي دلف الماضي في الفصل الخامس من الباب الأول ص ٤ وأعلم أيضاً ان اللعن على قاتلي الأئمة عليهمالسلام حسن بأي لغة كان ، ولعل الأنسب أن يكون اللعن بهذه العبارة المتخذة من بعض الأدعية :
اللّهُمَّ العَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَقَتَلَةَ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ عليهمالسلام وَقَتَلَةَ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ ، اللّهُمَّ العَنْ أَعْداء آلِ مُحَمَّدٍ وَقَتَلَتَهُمْ وَزِدْهُمْ عذاباً فَوْقَ العَذابِ وَهَوانا
_________________
١ ـ أي أبرأ من كلّ من لم يحذو حذوهم ولم يقل بامامتهم.
٢ ـ الابتهال هو أن تمدّ يديك جميعاً واصله : التضرّع والمبالغة في السؤال. النهاية.
٣ ـ من لا يحضره الفقيه ٢ / ٦٠٢ ـ ٦٠٥ ، كامل الزيارات ٥١٣ ح ١ من باب ١٠٢.
٤ ـ في مصباح الزائر : ٣٩٣ مع تحقيقات مؤسسة آل البيت ايضاً : وسخّروا بامامك. لعلّ عند المؤلف غير هذه النسخة.