أعوذ برب الناس). ثم خذ يديك للقنوت وادع بما شئت (١).
وقال الطوسي رض والأدعية للقنوت لا تحصى وليس في ذلك شي مؤقت لا يجوز خلافه (٢).
ويستحب أن يبكي الانسان في القنوت من خشية الله والخوف من عقابه ، أو يتباكى ويدعو لاخوانه المؤمنين ، ويستحب أن يذكر أربعين نفسا منهم فإنّ من دعا لأربعين نفسا من المؤمنين استجيب دعاؤه إن شاء الله ، ويدعو بما يشاء.
وروى الصدوق في الفقيه أنّ النبي صلىاللهعليهوآله كان يقول في الوتر في قنوته : اللَّهُمَّ اهْدِنِي فيمَنْ هَدَيْتَ وَعافِني فيمَنْ عافَيْتَ وَتَوَلَّني فيمَنْ تَوَلَّيْتَ وَبارِكْ لي فيما أعْطَيْتَ وَقِني شَرَّ ما قَضَيْتَ ، فَإنَّكَ تَقْضِي وَلايُقْضى عَلَيكَ ، سُبْحانَكَ رَبَّ البَيْتِ أسْتَغْفِرُكَ وَأتوبُ إلَيكَ وَأُؤْمِنُ بِكَ وَأتَوَكَّلُ عَلَيْكَ ولاحَوْلَ (٣) وَلاقُوَّةَ إِلاّ بِكَ يا رَحيمُ (٤).
وينبغي أن يقول سبعين مرة : أسْتَغْفِرُ الله رَبّي وَأتُوبُ إلَيهِ. وينبغي في ذلك أن يرفع يده اليسرى للاستغفار ويحصي عدده باليمنى.
وروي أنّ النبي صلىاللهعليهوآله كان يستغفر في الوتر سبعين مرّة ويقول سبع مرات : هذا مَقامُ العائِذِ بِكَ مِنَ النّارِ (٥).
وروي أيضاً أنّ الإمام زين العابدين عليهالسلام كان يقول في السحر في صلاة الوتر ثلاثمائة مرة : العَفْوَ العَفْوَ. وليقل بعد ذلك : رَبِّ اغْفِرْ لي وَارْحَمْني وَتُبْ عَليّ إنَّكَ أنْتَ التَّوابُ الغَفُورُ (٦) الرَّحيمُ (٧).
وينبغي أن يطيل القنوت ، فإذا فرغ منه ركع ، فإذا رفع رأسه دعا بهذا الدعاء الذي رواه الشيخ في التهذيب عن موسى بن جعفر عليهالسلام : هذا مَقامُ مَنْ حَسَناتُهُ نِعْمَةٌ مِنْكَ وَشُكْرُهُ ضَعيفٌ وَذَنْبُهُ عَظيمٌ ، وَلَيْسَ لِذلِكَ إِلاّ رِفْقُكَ وَرَحْمَتُكَ فَإنَّكَ قُلْتَ في كِتابِكَ المُنَزَّلِ عَلى نَبيّكَ المُرْسَلِ صلىاللهعليهوآله (كانوا قَليلاً مِنَ اللَّيْلِ مايَهْجَعونَ وَبِالاسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرونَ) (٨). طالَ هُجوعي وَقَلَّ قيامي وَهذا السَّحَرُ وَأنا اسْتَغْفِرُكَ لِذُنوبِي اسْتِغْفارَ
_________________
١ ـ الرسائل العشر : ١٤٧.
٢ ـ الرسائل العشر : ١٥٠.
٣ ـ ولا حول : خ.
٤ ـ من لا يحضره الفقيه ١ / ٤٨٧ ح ١٤٠٢.
٥ ـ من لا يحضره الفقيه ١ / ٤٨٩ ح ١٤٠٦.
٦ ـ الغفور : خ.
٧ ـ مصباح المتهجّد : ١٥٥.
٨ ـ الذاريات : ٥١ / ١٧ ـ ١٨.