خَزائِنُهُ ، سُبْحانَ مَنْ لا إِضْمِحْلالَ لِفَخْرِهِ ، سُبْحانَ مَنْ لايَنْفَدُ ما عِنْدَهُ ، سُبْحانَ مَنْ لا إِنْقِطاعَ لِمُدَّتِهِ ، سُبْحانَ مَنْ لايُشارِكُ أَحَداً فِي أَمْرِهِ ، سُبْحانَ مَنْ لا إِلهَ غَيْرُهُ. فَليدعو بَعد ذلك ويَقولُ : يا مَنْ عَفا عَنِ السَّيِّئاتِ وَلَمْ يُجازِ بِها ، إِرْحَمْ عَبْدَكَ يا اللهُ ، نَفْسِي نَفْسِي أَنَا عَبْدُكَ يا سَيِّداهُ ، أَنا عَبْدُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ يا رَبَّاهُ. إِلهِي بِكَيْنُونَتِكَ يا امَلاهُ يا رَحْماناهُ يا غِياثاهُ عَبْدُكَ عَبْدُكَ لاحِيلَةَ لَهُ ، يا مُنْتَهى رَغْبَتاهُ ، يا مُجْرِيَ الدَّمِ فِي عُرُوقِ ، عَبْدِكَ يا سَيِّداهُ يا مالِكاهُ ، أَيا هُوَ أَيا هُوَ يا رَبَّاهُ ، عَبْدُكَ عَبْدُكَ لاحِيلَةَ لِي وَلا غِنىً (١) بِي عَنْ نَفْسِي وَلا أَسْتَطِيعُ لَها ضَرّاً وَلا نَفْعاً ، وَلا أَجِدُ مَنْ اُصانِعُهُ. تَقَطَّعَتْ أَسْبابُ الخَدائِعِ عَنِّي ، وَاضْمَحَلَّ كُلُّ مَظْنُونٍ عَنِّي ، أَفْرَدَنِي الدَّهْرُ إِلَيْكَ فَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْك هذا المَقامَ يا إِلهِي بِعِلْمِكَ كانَ هذا كُلُّهُ ، فَكَيْفَ أَنْتَ صانِعٌ بِي؟! وَلَيْتَ شِعْرِي كَيْفَ تَقُولُ لِدُعائِي؟! أَتَقُولُ : نَعَمْ ، أَمْ تَقُولُ : لا؟! فَإِنْ قُلْتَ : لا ، فَياوَيْلِي يا وَيْلِي يا وَيْلِي ، يا عَوْلِي يا عَوْلِي يا عَوْلِي ، يا شِقْوَتِي يا شِقْوَتِي يا شِقْوَتِي ، يا ذُلِّي يا ذُلِّي يا ذُلِّي! إِلى مَنْ؟ وَمِمَّنْ؟ أَوْ عِندَ مَنْ؟ أَوْ كَيْفَ؟ أَوْماذا؟ أَوْ إِلى أَيِّ شَيٍْ ألْجَأُ؟ وَمَنْ أَرْجُو؟ وَمَنْ يَجُودُ عَلَيَّ بِفَضْلِهِ حِينَ تَرْفُضُنِي ، يا واسِعَ المَغْفِرَةِ؟ وَإِنْ قُلْتَ : نَعَمْ ، كَما هُوَ الظَّنُّ بِكَ ، وَالرَّجاءُ لَكَ ، فَطُوبى لِي أَنَا السَّعِيدُ وَأَنا المَسْعُودُ ، فَطُوبى لِي وَأَنَا المَرْحُومُ يا مُتَرَحِّمُ يا مُترَئِّفُ يا مُتَعَطِّفُ يا مُتَجَبِّرُ (٢) يا مُتَمَلِّكُ يا مُقْسِطُ ، لاعَمَلَ لِي أَبْلُغُ بِهِ نَجاحَ حاجَتِي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي جَعَلْتَهُ فِي مَكْنُونِ غَيْبِكَ وَاسْتَقَرَّ عِنْدَكَ ، فَلا يَخْرُجُ مِنْكَ إِلى شَيٍْ سِواكَ. أَسْأَلُكَ بِهِ وَبِكَ وَبِهِ ، فَإِنَّهُ أَجَلُّ وَأَشْرَفُ أَسمائِكَ ، لا شَيَْ لِي غَيْرُ هذا وَلا أحَدَ أَعْوَدُ عَلَيَّ مِنْكَ ، يا كَيْنُونُ يا مُكَوِّنُ ، يا مَنْ عَرَّفَنِي نَفْسَهُ ، يا مَنْ أَمَرَنِي بِطاعَتِهِ ، يا مَنْ نَهانِي عَنْ مَعْصِيَتِهِ وَيامَدْعُوُّ يا مَسْؤُولُ ، يا مَطْلُوبا إِلَيْهِ ، رَفَضْتُ وَصِيَّتَكَ الَّتِي أَوْصَيْتَنِي وَلَمْ اُطِعْكَ (٣) ، وَلَوْ
_________________
١ ـ في المصباح : ولا غناء عن نفسي.
٢ ـ يا متحنِّن ـ خ ـ.
٣ ـ في المصباح : ولم أطعك فيها.