حيث (١) ورد جوابا عن السؤال عن تكرار الحج بعد أمره به ، فقد روي «أنه خطب رسول الله ، فقال : ان الله كتب عليكم الحج ، فقام عكاشة ويروى سراقة بن مالك فقال : في كل عام يا رسول الله فأعرض عنه حتى أعاد مرتين أو ثلاثا ، فقال : ويحك وما يؤمنك أن أقول نعم ، والله لو قلت نعم لوجب ، ولو وجب ما استطعتم ، ولو تركتم لكفرتم ، فاتركوني ما تركتكم ، وانما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم إلى أنبيائهم ، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم (٢) وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه».
______________________________________________________
(١) تعليل لقوله : «فلا محيص» وقد مر تقريبه بقولنا : «ولكنه بقرينة المورد لا بد هنا من إرادة التبعيض ، فمحصل ما أفاده المصنف (قده) في هذا الخبر : عدم تمامية الاستدلال به على وجوب الإتيان بالمركب الّذي تعذر بعض أجزائه.
(٢) المراد به الاستطاعة العرفية لا العقلية ، ضرورة أن ترك إطاعة الأمر لعدم الاستطاعة العقلية لا يوجب الكفر كما هو قضية ما قبله «ولو وجب ما استطعتم ، ولو تركتم لكفرتم» فمعناه : «أنه لو قلت : نعم ، لوجب عليكم الحج في كل عام ، وكان ذلك عسرا عليكم ، ولو تركتم ولو مع المشقة العرفية لكفرتم». و «ما تركتم» بصيغة المفعول.
__________________
ويؤيد المتن المذكور في صحيح النسائي قوله صلىاللهعليهوآله : «فاجتنبوه» لأنه صلىاللهعليهوآله في مقام بيان لزوم فعل المأمور به وترك المنهي عنه ، فالمناسب أن يكون عدل «فاجتنبوا فأتوا به أو خذوا به» حتى يكون بمنزلة «فافعلوه».
والحاصل : أن الاستدلال بهذا النبوي على اعتبار قاعدة الميسور غير سديد والله تعالى هو العالم.