الافراد. ولو سلم (١) فلا محيص عن أنه هاهنا بهذا اللحاظ (٢) يراد
______________________________________________________
(١) يعني : ولو سلم ظهور كلمة «من» في التبعيض بلحاظ الأجزاء بحسب الاستعمالات المتعارفة ، ولكنه بقرينة المورد لا بد هنا من إرادة التبعيض بحسب الأفراد ، حيث ان هذا الخبر ورد جوابا عن السؤال عن تكرار الحج بعد أن خطب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : «ان الله كتب عليكم الحج ، فقام عكاشة» إلى آخر ما ذكره في المتن ، فلا محيص عن إرادة التبعيض هنا بحسب أفراد العام لا بحسب أجزاء الكل ، إذ لا معنى لوجوب بعض أجزاء الحج في كل عام.
(٢) أي : لحاظ الأفراد ، وضمير «أنه» راجع إلى التبعيض ، والمشار إليه في «هاهنا» هو الخبر النبوي المذكور الوارد في الحج ، و «يراد» خبر «أنه».
__________________
الأجزاء ليشمل كلمة «من» التبعيض بحسب الأجزاء والأفراد معا ، وذلك لمباينة لحاظ الفردية للحاظ الجزئية ، فيمتنع اجتماعهما في استعمال واحد ، فيدور الأمر حينئذ بين كون «من» زائدة وكونها بمعنى الباء بناء على صحته.
وأما جعلها بيانية فقد تقدم آنفا عدم انطباق ضابط البيانية عليه ، فلا يتوقف إرادة التبعيض بحسب الأفراد على كون «من» بيانية ، بل لا يصح ذلك ، وانما تصح إرادته بحسبها مع زيادة «من» أو كونها بمعنى الباء ، والمعنى حينئذ : «وإذا أمرتكم بشيء فأوجدوه بقدر استطاعتكم» هذا كله بناء على وجود كلمة «من» في النبوي.
وأما بناء على عدمها كما عن صحيح النسائي ، حيث ان المروي فيه «إذا أمرتكم بشيء فخذوا به ما استطعتم» فالأمر واضح ، لأن مفاده حينئذ وجوب الإتيان بالشيء المأمور به بمقدار الاستطاعة ، وهذا معنى التكرار كما فهمه غير واحد كصاحب الحاشية ، أو الإرشاد إلى حكم العقل بحسن الإطاعة. وعلى التقديرين يكون الخبر أجنبيا عن عدم سقوط الأجزاء الميسورة بمعسورها ، والمقصود إثبات الوجوب المولوي للاجزاء الميسورة وعدم سقوطها بمعسورها.