.................................................................................................
______________________________________________________
رابعها : أن تضر صاحبك من دون أن تنتفع به في قبال الانتفاع به ، كحفر
__________________
والمفروض أن الضرر هو النقص في المال ونحوه ، فهما متقابلان بنحو العدم والملكة.
لكنه نشأ من الخلط بين مصطلح أهل اللغة والمعقول في كلمة الضد ، فانه عرف في الميزان بالأمرين الوجوديين المندرجين تحت جامع. ولكنه في اللغة بمعنى مطلق المقابل للشيء ، والمباين والمخالف له الشامل لتمام أنحاء التقابل ، قال الراغب في المفردات : «قالوا : والضد هو أحد المتقابلات ، فان المتقابلين هما الشيئان المختلفان للذات ، وكل شيء قبالة الآخر ، ولا يجتمعان في شيء واحد في وقت واحد. وذلك أربعة أشياء : الضدان ... والمتناقضان ... والوجود والعدم كالبصر والعمى ، والموجبة والسالبة في الاخبار ، وكثير من المتكلمين وأهل اللغة يجعلون كل ذلك من المتضادات ويقول : ما لا يصح اجتماعهما» (١) وفي بعض التعبيرات : «الضدان الخلافان».
ومع الغض عنه ، فلو سلم تقابل العدم والملكة في المقام ، فانما هو بين الضرر والتمام لا النّفع ، والنّفع انما يقابل الضرر بالعرض لا بالذات كما أفاده المحقق الأصفهاني «لأن الزيادة تستدعي بقاء المزيد عليه على حده الوجوديّ ، فالنقص بمعنى عدم بقائه على صفة التمامية يستلزم عدم الزيادة ، فيقابل الزيادة بالعرض» (٢) إذ المقابل له بالذات هو التمام وبالعرض هو الزيادة لاستلزامها للتمامية.
إلّا أن يشكل أن المتقابلات إذا كانت ثلاثة أشياء لم يصح فرض التقابل بينها تقابل العدم والملكة ، لتقوم هذا النحو من التقابل كالسلب والإيجاب بموضوعين
__________________
(١) مفردات ألفاظ القرآن الكريم ، ص ٢٩٣
(٢) نهاية الدراية ، ج ٢ ، ص ٣١٧