وروضة من سجايا أزهرت ملحا |
|
من تالدات أفانين ومن طرف |
تغدو إليها نسيمات الكمال كما |
|
تروح منها كدارين إلى الأنف |
(هكذا) (١)
تميل لطفا إليها كل راقصة |
|
غناء من عذبات ميل منعطف |
يا صاحبي وبوادي جلّق بزغت |
|
ليلا أسارير ود برق مختطف |
فيا رعي دارها بالجبهتين وهل |
|
تدري الأحبة قلبا بات في الرصف |
وهل درى القمر الشمسي حين بدا |
|
إليّ منه هلال الشوق والكلف |
ويا سقاها من الجود الملثّ كما |
|
جرى البريص له صفق على الجرف |
بأنها أفق شمس في مطالعها |
|
كواكب المدح قد علقن كالشنف |
يزان مدحي به حتى يقال له |
|
(طير على الغصن أم همز على الألف) |
يا درّة في بحار الفضل غامرة |
|
من المكارم لا من معدن الصدف |
وراقيا في طريق الحق في رتب |
|
يضيء من نورها الوضاح كل خفي |
قرت بك العين مني بعد ما احترقت |
|
مما جرى للنوى بالمدمع الوكف |
لازلت في صدر محراب التصوف بل |
|
في منصب الهدي تروي سيرة السلف |
ا ه (من روض البشر) (٢).
وترجمه السيد حسن الكواكبي في كتابه «النفائح واللوائح» فقال في حقه :
هو الفاضل الكامل ، والجهبذ العديم المماثل ، ولد بحلب سنة ... ونشأ بها ، له في كل فن قدم راسخ ، وفي كل مجد طود شامخ. أما اللغة فهو عذقها المرجب ، وجديلها المحكك ، بل هو قائد زمامها ، وسائم سوامها ، وفارس ميدانها الرحيب ، وحامي حماها الخصيب ، والمقتنص وحشيها بعد تأنيسه ، والسائق بطيها بعد تعريسه. وأما أخبارياته فسلوة الكئيب إذا فقد الحبيب ، والقند الرطيب إذا ضمخ بطيب ، وسلافة الحان إذا دقت الألحان ، ونسيم الأسحار إذا صافح أيدي النوار ، فينشد لسان الحال إذا ما العيش حال :
__________________
(١) لعله يقصد أن النسيمات ترجع منها محملة بالمسك.
(٢) روض البشر في أعيان القرن الثالث عشر للشيخ محمد جميل الشطي من فضلاء دمشق ، اجتمعت به في رحلتي إليها سنة ١٣٤٠ وأطلعني على مؤلفه هذا في جزء مخطوط ، فنقلت ما فيه من تراجم أعيان الشهباء.