فيه المؤمن والكافر والتقي والفاجر ، وذلك زمن استيلاء الدولة المصرية على الأقطار الشامية التي كانت على العباد من أعظم الرزية ... إلخ.
وله شرح على عقود الجمان في المعاني والبيان سلك فيه طريقة المتقدمين في ايجاز العبارة وحسن البلاغة ، فرغ من تأليفه في جمادى الثانية سنة ١٢٥٠ في الرحيمية كما ذكر في آخره. وله مجموعة فتاوي على مذهب الشافعي مشتملة على الحوادث التي سئل عنها وأجاب. وله شرح لطيف على الآجرومية في النحو ألفه باسم ولده الشيخ عبد السلام. وله شرح على متن التهذيب في المنطق.
وسرح في ميادين الأدب فكان له في النظم والنثر يد طولى وقدم راسخة ، وله مجموعة مشتملة على غرر القصائد والأشعار والمحاورات الأدبية التي جرت بينه وبين زملائه المجاورين أيام التحصيل.
ومن بديع شعره تخميسه لقصيدة الشيخ عبد الغني النابلسي الدمشقي وهو :
ما هذه الدار للأخيار من دار |
|
إن كنت تدري فما ذا الهم يا داري |
واصبر إذا دارت الأيام أو دار |
|
من عادة الدهر صفو بعد أكدار |
فلا تكن فيه في هم وأكدار |
||
إن التغير والتبديل شيمته |
|
فارتح وكن رجلا طابت سريرته |
وإن أصابك من دهر مضرّته |
|
صبرا فأي امرىء دامت مسرته |
وأي دهر تراه غير غدّار |
||
إياك تغترّ والأوقات تصرفها |
|
إلى المعاصي والأغيار تعرفها |
واغرس ثمار التقى والزهد تقطفها |
|
واترك غرورك بالدنيا فزخرفها |
غر الفراش فأرمى النفس في النار |
||
وإن رأيت حقودا في رداك سعى |
|
وجدّ في البغي والإيذاء واتسعا |
فاسمع لقولي وكن للنصح مستمعا |
|
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا |
يؤذى برجم فيعطي خير أثمار |
||
من رام تصفو له أيامه غلطا |
|
لا بد لليسر من عسر وإن سخطا |
فكن إذا جادت الأيام منبسطا |
|
واصبر إذا ضقت ذرعا والزمان سطا |