لا يحصل اليسر إلا بعد إعسار
فلا تكن في أمور الدهر في هوس |
|
وفي تهانيه كن منها كمقتبس |
وقل لمن رام صفوا غير منعكس |
|
لم يخل من نكد الأيام ذو نفس |
حتى الحجارة في بلوى بنقّار |
||
للموت لا تنس بل كن خائفا حذرا |
|
واعمل لدار البقا ما دمت منتظرا |
وإن ترد منصب السادات والأمرا |
|
دع التفكر في دنياك محتقرا |
عظيم لذاتها تحظى بأسرار |
||
واترك أخا الجهل يسعى في ضلالته |
|
ولا تجالسه تكسب من رذالته |
عليك بالعلم تحظى في جلالته |
|
إياك والجهل فارغب في إزالته |
لابد يغتر من في ظلمة ساري |
||
إن كنت تقبل مني ما أقول تجز |
|
على صراط قويم والكمال تحز |
فزن كلامي بميزان العقول ورز |
|
لا تصحبنّ سوى ذي الفضل منه تفز |
وإن صحبت جهولا فزت بالعار |
||
اسمع كلاما صحيحا غير مشتبه |
|
مع من أحب يكون المرء فانتبه |
فاصحب كريما ظريفا في تأدّبه |
|
من يصحب البوم يأتي للخراب به |
والعطر يكسبه أصحاب عطّار |
||
لا تأس من حاسد آذتك جفوته |
|
وقد أهاجت بك النيران سطوته |
فالعود ألحقه بالطيب حرقته |
|
وفي امتحان الفتى تبدو فضيلته |
لا تعرف الخيل إلا يوم مضمار |
||
كن خائف الله فيما أنت تعلمه |
|
من راقب عل الله يرحمه |
تب توبة من عظيم الجرم تعدمه |
|
إياك تنسى حقير الذنب تعظمه |
من القراريط يأتي كل قنطار |
||
وماء وجهك عن قبح المذلة صن |
|
ولا تسل من لئيم حاجة فتهن |
وإن سئلت فجد مما منحت ومن |
|
وقم بوسعك في كسب الحلال وكن |
في صرفه بين تبذير وإقتار |
||
إياك من مال أوقاف معطّلة |
|
أو اكتساب بأسباب محرمة |
وقل لمن كسبه من مال محكمة |
|
فلس الحلال ولا دينار مظلمة |