قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء [ ج ٧ ]

إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء [ ج ٧ ]

357/664
*

وبلغ من زهده أن قدم إليه كثير من الوزراء ورؤساء الحكومة من الهدايا العظيمة التي تبلغ مئات من الدنانير ، فردها عليهم ولم يقبل منها شيئا معتذرا عن قبولها بأن عنده من المال ما يكفيه فلا حاجة له بها ، مما يدل على أن هناك نفسا قد اتخذت من حضائر القدس وجهة خاصة أغنتها عن زخارف الدنيا وزهرة الحياة الفانية.

وكان ربع القامة أبيض اللون أسود العينين خفيف اللحية يلبس فروة من جلود الغنم.

مكاشفاته وتنبؤاته :

لا زال الناس يتحدثون عن مكاشفات الشيخ بالكثير الذي بلغ مبلغ التواتر بحيث لم يبق مجال لإنكارها ، وسلم له بذلك معاصروه وملازموه ، ولو جمعت ما كنت أسمعه منذ ثلاثين سنة إلى الآن من كراماته لبلغت مجلدا. وحمل هذه الكرامات الكثيرة والمكاشفات على مجرد الصدفة كما يقول منكر وذلك مجرد عناد ومكابرة منهم. وقد اشتهر في حياته أن دروسه كانت بغية السائل وهداية الضال ، فكثيرا ما أخبر في درسه العام عن الشؤون والأحوال التي تعترض الدولة التركية في أدوارها المستقبلية ، فجاءت بعد وفاته كفلق الصبح يتبع بعضها بعضا ، وقد أخبر عن هذه الحرب العامة قبل خمسين سنة بحيث قال غير مرة : يا ويل الناس من البلاء الذي سيحل بهم سنة ١٣٣٣ ، ولم يزل بين ظهرانينا من سمعها منه أو سمعها ممن سمعها منه.

ومن مكاشفاته ما حدثت به عن تلميذه شيخنا الشيخ أحمد المكتبي رحمه‌الله تعالى قال : كنت في حياة الشيخ مجاورا في المدرسة العثمانية وملازما للعزلة والانفراد في حجرتي ، فحدثتني نفسي يوما في الاجتماع مع بعض المجاورين وأن يكون اجتماعنا قاصرا على مطالعة كتاب أو قراءة مولد ترويحا للنفس ، فجئت ذلك اليوم إلى درس الشيخ فكان أول ما سمعته منه أن قال : أيها الإخوان ، إن بعض الطلبة يسأمون من دوام العزلة ويشتهون أن يجتمعوا مع رفقائهم ، إخواني إن الله إذا أحب عبدا كرّهه في معاشرة الناس.

ومنها ما حدث به الشيخ حمادة البيانوني قال : كنت عولت على أن أتزوج ، ولكن ترددت أتزوج حلبية أو قروية ، فذهبت إلى درس الشيخ فسمعته يقول : إن بعضا من الناس يريد أن يتزوج ويتردد في أي المرأتين أحسن الحلبية أو القروية ، فأقول : إن القروية له أحسن لأنها تكون أقنع باليسير.