وحفظ الخلاصة في النحو ومتن الزبد في الفقه الشافعي وألفية العراقي في المصطلح ، وقرأ على والده التحريرات النحوية تأليف والده التي ألفها باسمه ، ورحل به إلى مصر سنة ١٢٥٠ ، وقد ذكرنا ذلك هناك ، وبعد وصولهما إلى مصر بأيام توفي والده بالطاعون ، فبقي المترجم في مصر يتلقى العلوم والفنون في جامع الأزهر ، فقرأ النحو والعلوم العربية على الشيخ محمد الدمنهوري والشيخ أحمد المرصفي ، والفقه والأصول على الشيخ إبراهيم البيجوري ، والحديث والتفسير على الشيخ مصطفى المبلط ، وقرأ على الشيخ محمد الجناني والشيخ حسن البلتاني والشيخ عياد الطنطاوي فنونا عديدة من معقول ومنقول ، وتلقى الحديث المسلسل خاصة على شيخ الوقت الشيخ أحمد البهيّ الشاذلي.
وأقام في الأزهر مكبا على التحصيل ست عشرة سنة يستفيد ويفيد ، وعين هناك مدرسا في إحدى العواميد بمعلوم. ثم طلبه عمه العارف بالله تعالى الشيخ أحمد أن يعود إلى وطنه ، فاستأذن مشايخه المشار إليهم بالحضور ، فأذنوا له وأجازوه إجازة عاما بما يروونه عن مشايخهم ، وحرروا له بخطوطهم إجازات حافلة. ومن جملة ما حرره له العلامة المرصفي في إجازته مجيزا ومودعا :
يا كعبة التحقيق والعليا ومن |
|
لحقائق العرفان أنت مجاز |
عد سالما ومؤيدا فجنابكم |
|
منا بأنواع العلوم مجاز |
وودعه علماء عصره باثنتي عشرة قصيدة كل واحدة تزيد على ثلاثين بيتا.
ثم في أثناء عوده من مصر إلى حلب مر على القدس الشريف واجتمع هناك بأفاضلها ، ثم مر على يافا واجتمع هناك بصديقه الشيخ حسن أبي الإقبال الدجاني.
ثم أتى إلى بيروت ، وكان قد بلغه أن العلامة الكزبري بالشام عالي السند في الحديث ، فتوجه من بيروت إلى الشام للأخذ عن العلامة المذكور ، وحصل له احتفال عظيم من أفاضلها ، وأجازه المشار إليه بما يرويه عن مشايخه إجازة عامة.
ثم حضر إلى حلب وذلك سنة ١٢٦٦ ، وعلى أثر حضوره فرغ عليه عمه التدريس في جامع الصروي الكائن في محلة البياضة بعد امتحانه. وأكب على قراءة الدروس والإفادة في فنون عديدة ، وصار بعد وفاة عمه الأستاذ الكبير الشيخ أحمد مدرسا في المدرسة الرحيمية ، وأقبلت عليه الطلبة فأخذ عنه كثيرون فضلوا به ، منهم العلامة الشيخ أحمد