وبعد أن حوكم في حلب حولت محاكمته بطلب منه إلى ولاية بيروت ، وهناك تبينت براءته مما نسب إليه ، فعاد إلى حلب وهو ناصع الجبين ، ومن ذلك الحين لزم بيته وعكف على المطالعة فيما لديه من نفائس الكتب التي اقتناها بنفسه والتي آلت إليه من والده. ثم إنه في شوال من سنة ١٣١١ وقف هذه الكتب ويبلغ عددها ثمانمائة وثمانية وسبعين كتابا والآلات الفلكية وهي أربع وثلاثون قطعة ووضعها في الجامع الكبير ، وجعل القيم عليها شيخنا الشيخ أحمد المكتبي ، وجعل له لقاء قيامه بذلك سكنى دار من دور وقفه في محلة قلعة الشريف ، وبقي ساكنا فيها إلى أن توفي في التاريخ الآتي في ترجمته. وهذه المكتبة نقلتها إدارة الأوقاف إلى المدرسة الخسروية سنة ١٣٤١ ، وفي هذه السنة وهي سنة ١٣٤٥ نقلتها إلى المدرسة الشرفية وراء الجامع الكبير حيث اتخذت فيها مكتبة عامة تجمع شتات الكتب المتبعثرة في المدارس والزوايا.
نفائس المخطوطات في هذه المكتبة :
(في علم الحديث) : «مشارق الأنوار» للصغاني. «الحلية» لأبي نعيم في ثلاثة أجزاء. «الحلية الصغيرة» لأبي نعيم في جزئين. «العمدة» للإمام المقدسي في جزء.
«سيرة ابن سيد الناس» في جزء. «مجمع الزوائد ومنبع الفوائد» في جزء.
(في علم الفقه) : «مجمع البحرين» في ثلاثة أجزاء. «الوافي» للإمام النسفي.
«كتاب الخراج» لأبي يوسف.
(في الفقه الشافعي) : «كتاب التمهيد» للأسنوي. «رحمة الأمة في اختلاف الأئمة» للقرشي.
(في التصوف) : «عوارف المعارف» للإمام السهروردي. «الميزانية الخضرية الموضحة لجميع الفرق الإسلامية».
(في التاريخ والأدب) : «طبقات الشافعية للأسنوي». «طبقات الأولياء» للسخاوي. «شرح قصيدة عبد الله الحجازي» للشيخ شعيب الكيالي. «المختار من نوارد الأخيار» للمقري. «روض الأنس» للنيسابوري. «سبائك الذهب في أنساب العرب». «تراجم الأدباء». «الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل».