رأى أن ذي الدار دار الفنا |
|
وكلا سيكرع من كأسه |
وأيقن بالأجر إيقان من |
|
يراه ويطمع في لمسه |
فجدّ وحصّل من دهره |
|
مآثر تبقى على رأسه |
بنى مكتبا نور فرقانه |
|
يعير النهار ضيا شمسه |
ومدرسة لاقتباس العلوم |
|
بها يجتنى العلم من غرسه |
وجامع أنس بإشراقه |
|
يكاد يجلّى دجى دمسه |
فهذا يرتل قرآنه |
|
وهذا مكبّ على درسه |
وآخر منتصب للصلا |
|
ة يلتمس الفوز في خمسه |
فيا لك من جامع جامع |
|
وجوه المبرات في أسه |
ومنتجع للتقى نوعت |
|
فضول العبادة من جنسه |
وسوق تجارته لن تبور |
|
يجل به البيع عن بخسه |
فلله بانيه من غارس |
|
جنى ثمر الفوز من غرسه |
سينظر آثار ما قدمت |
|
يداه وسطّر في طرسه |
فوفقه الله للصالحات |
|
ورد النوائب عن نفسه |
وعوضه بعض عمر النسور |
|
بقرب الحضائر من قدسه |
وذكر الواقف في كتاب وقفه التركي المترجم إلى العربية بقلم صديقنا الأديب الوجيه سامح أفندي العينتابي شقيق الوجيه أسعد أفندي أنه اشترى العرصة الخالية الواسعة الأنحاء من جانبولاد زاده محمد بك الكائنة في محلة الفرافرة وبنى فيها مسجدا بديعا من الحجر عليه قبة عالية جسيمة ، وبنى فيها مدرسة من الحجر ذات قبة عالية لتقرأ فيها مباحث العلوم والفنون ، قال : وشيدت رواقا شرقيا ورواقا غربيا وداخلهما تسع وعشرون حجرة ، وخصصت هذه الحجرات لسكنى طلبة العلم الشريف ، وفرشت صحن المسجد المذكور بالحجر المرمر ، وجعلت في وسطه حوضا عشرا بعشر ذا صفة أنيقة من المرمر ، وزينت ثلاثة أطراف هذا الحوض الكبير بحدائق على أن يجري إليها الماء من قناة حلب باستحقاق مقرر ، وبنيت مكتبا لطيفا للأهالي المسلمين خارج هذه العرصة (هو جنوبي المدرسة ولم يزل مكتبا يتعلم فيه القراءة ومبادىء الكتابة).
ثم ساق ما وقفه على مصالح المدرسة من الأوقاف ، وشرط التولية لأرشد عصباته ثم