الساباط في أول زقاق بني الزهرا ويعرف قديما بدرب الديلم ، قال : وكان يصحبني معه إلى القراءات وكنت أقوده إلى المكان الذي يريده ، وكان يتفرس فيّ النجابة ، وكان يعلمني الألحان من رسالة كانت عنده ويعلمني كيفية الانتقال من نغم إلى نغم ويقول : إن ذلك يلزم من كان إماما ، وأنت ربما تصير إماما ، قال : وكان يعلمني كيفية قراءة التحقيق والترتيل والتدوير والحدر والوقف والابتدا ، ويباحثني في طول النفس لأنه رحمهالله كان يدرج ثلاث وأربع آيات من الآيات المتوسطات في نفس واحد ، وكان يقرأ آية المداينة في ثلاثة أنفاس من غير إخلال بالحروف ولا جرمذة.
رجعا إلى ترجمة المترجم رحمهالله. قال المؤرخ :
ثم قرأ الأجرومية وحصة من شرح القطر على العلامة عبد الرحمن العاري ، ثم قرأ على عبد اللطيف الزوائدي ، وقرأ الفقه على الفاضل المعمر قاسم النجار ، وحضر دروس العلامة محمود أفندي الرضائي في التفسير من أول سورة الأنفال إلى آخر سورة الفرقان لم يفته شيء ، وسمع على المولى المذكور غالب الجامع الصحيح بالرضائية ، وكتب بخطه شرح السفيري على بعض أحاديث الجامع الصحيح ، وقرأ على العلامة السيد حسن الطباخ. يقول محرر هذه الترجمة ولد والده السيد محمد وفا : وأنا رأيت هذا الكتاب المذكور في مكتبة المرحوم السيد بكري ابن الطبلة بعد وفاة ولده السيد علي جلبي طبله زاده عند أخويه السيد عبد الرحمن والسيد سعيد وأردت شراءه منهما ، وكنت أخذت منهما بعض كتب مثل صحيح البخاري وغيره فتوقفا في بعيه ضنة به ، ثم بعد مدة رأيته عند المرحوم قدسي أفندي ، ثم عند ولده تقي الدين أفندي. قال المؤرخ :
وقرأ السيرة الحلبية رواية مرتين مع الفاضل أحمد المصري ، وكتب بخطه طريق الهدى للعلامة أبي الوفا العرضي ، وطالعه مع الشيخ العارف محمد صلاح ، وقرأ الكثير.
وفي سنة ست وأربعين وماية وألف كتب حرز الأماني وعرضهما بعد حفظهما على المتقن الماهر المقري الشيخ محمد البصيري ، وقرأ عليه القرآن العظيم من طريقها جمعا وإفرادا لكل راو ختما في مدة ستة أشهر ، وأجازه الشيخ المذكور بالإجازة بالقراءة والإقراء وشهد له بالأهلية.
ثم في سنة ثمان وأربعين ومائة وألف وجهت له إمامة الصلوات الجهرية بجامع الرضائية ،