أفندي الشهير بالمدرس ، تقدمت ترجمة أبيه وجده.
ولد سنة ١٢٥٦ ، ومن حين نشأته انتظم في سلك طلاب العلوم في المدرسة العثمانية الشهيرة ، وأخذ في التحصيل على مدرسها في ذلك الحين الشيخ صالح أفندي صاجلي زاده.
ثم اتصل بالأستاذ الكبير الشيخ أحمد الترمانيني وبابن أخيه الشيخ عبد السلام ، فقرأ عليهما النحو والصرف والحديث والتفسير ، وقرأ الفقه الحنفي على الشيخ مصطفى الريحاوي الشهير مدرس القرناصية. وما زال دائبا في التحصيل إلى أن نال قسطا وافرا من العلوم الدينية والأدبية.
واشتغل في اللغة التركية فمهر فيها تكلما وكتابة فترجم إلى هذه اللغات كتاب «الخراج» في الفقه للإمام أبي يوسف صاحب أبي حنيفة رضياللهعنهما ، وفي ذلك الحين بعد صيته واشتهر فضله. وأهدى من هذا الكتاب نسخة إلى السلطان عبد الحميد خان ، فحازت لديه القبول التام وأنعم عليه وقتئذ بالنيشان المجيدي الثالث.
وتولى وظائف عديدة في الشهباء فعين عضوا في ديوان التمييز ، ورئيسا في مجلس الدعاوي ، وعضوا في مجلس الإدارة واستئناف الحقوق ، ورئيسا للجنة الأوقاف ، ورئيسا في مجلس المعارف.
وحاز عدة رتب علمية ، وأخيرا رتبة باية الحرمين الشريفين وهي رتبة لم يحرزها غيره في ولاية حلب.
وله شعر رقيق منسجم خال من التكلف ، يدخل في الآذان بلا استئذان ، ولو صرف عنايته إليه وأعاره جانبا من وقته لألحق على تأخره في الزمن في زمرة المتقدمين. وقد ذهب ما صاغه من هذه العقود وغير ذلك من آثاره في حريق حصل في الغرفة التي فيها مكتبته في داره في محلة الفرافرة وذلك سنة ١٣٢١ ، والتهم الحريق معظم المكتبة ولم يبق منها إلا القليل ، وهو باق عند أولاده.
والتقطت بعض شعره من عدة مجاميع ، فمن ذلك قصيدته الهائية التي لا زال ينشدها المنشدون في الأفراح وهي في نحو ٥٠ بيتا أثبت هنا ما وصل إلي منها بعد البحث ، ومطلعها :