النجاري وبنى فيها جامعه الذي سمي باسمه ، وكان الباني له الحاج علي صهريج البنّاء المشهور ، وصرف في عمارته نحو ١٥٠٠ ليرة عثمانية ذهبا ، وبعض الناس يقولون إن بعض هذا المصروف من وصية زوجة عمه تقي الدين باشا ، ولا صحة لذلك ، بل جميعه من ماله الخاص. وكان بناؤه له سنة ١٣١٧ وعيّن له إماما الشيخ الفاضل ابن خالي الشيخ محمد كلزية ، وهو إمامه إلى يومنا هذا ، وبنى في الجهة الشمالية من الجامع حجرتين مقبوتين بالأحجار إحداهما لسكنى الإمام والثانية لوضع أدوات الجامع ، وحجرة كبيرة معدة لتعليم أطفال المسلمين القرآن العظيم ، وبنى صهريجا مقبوا بالأحجار واقعا تحت قبلية الجامع يملأ من ماء المطر ، ووضع جرنين يملآن من الصهريج المذكور ليشرب منهما الناس.
ووقف على هذا الجامع في هذه المحلة أربعة دور متلاصقة بناها ودارا وجنينة وعرصة لبناء إصطبل مساحة الجميع ٣٣٥٥ ذراعا بالذراع النجاري كما هو موضح في كتاب وقفه المؤرخ في ثامن عشر شهر ذي القعدة سنة ثماني عشرة وثلاثمائة وألف من الهجرة النبوية. ومما شرطه في هذا الكتاب أن يشتري المتولي عليه من ريع هذه الدور كل سنة قبل عيد الفطر خاما وطرابيش ونعالا بمبلغ خمسمائة قرش يوزعها على الأطفال الأيتام الفقراء الذين يتعلمون في مكتبه المذكور ، جزاه الله عن سعيه أحسن الجزاء وأجزل له الثواب بمنّه وكرمه.
وكانت وفاته يوم الثلاثاء رابع عشر شهر رمضان سنة ألف وثلاثمائة وسبع وعشرين عن ستين عاما ، ودفن في تربة الجبيلة ، رحمهالله تعالى.
ولما أتم بناء الجامع امتدحه الشيخ أحمد ابن الشيخ شهيد الترمانيني مفتي حارم بأبيات مطرزا فيها اسم المترجم في أول كل كلمة من الشطرة الأولى وذاكرا الجامع في آخر كل كلمة منها بحيث صار المجموع بيتا على حدة في كل شطرة منه تاريخ البناء ، وذلك سنة ١٣١٧ ، وطرز اسمه في أول كل كلمة من الشطرة الثانية ، وهي :
(ز) زها بارق الشهباء والمنهل العذب (ب) |
|
(م) مقاصفها يرتاح في شمها القلب |
(ك) كما شاء قلبي والهوى لي منهج (ج) |
|
(ن) نهاني النهى عن غيه وله أصبو |