ألا خبروني أنتمو وهمو فمن |
|
يداهن في الدين الحنيفي على عمد |
يرى كل أقوال الذين تقدموا |
|
صوابا وإن كان الحلول بما يبدي |
وتعظيمهم حتى غدا الدين هزأة |
|
لكل جحود فاقد العقل والرشد |
عزرتم وعزرتم به كل مارق |
|
من الدين حتى قد تجاوز للحد |
بتكذيب رسل الله والكتب التي |
|
نهتنا عن الإشراك بالواحد الفرد |
وهي طويلة أيضا. وهذه القصائد الخمس قد لخصت آراء الفريقين وما يرمي كل الآخر وما ينتقده عليه ، وإذا تأملت في ذلك ونظرت إليه بعين الإنصاف رأيت أن الطائفتين قد خرجتا من حيز الاعتدال ، فالوهّابيون فرّطوا وبعض العوام من الطائفة الأخرى أفرطوا ، وهما في حاجة إلى القصد في الأمر ونبذ رداء التغالي الذي يتردى به كلتاهما ، فهما والشيعة إذا جنحوا إلى تلك النقطة والتفوا حولها [وما ذلك على همة علماء الجميع بعظيم] نجوا جميعا من مخالب الغربي الذي تألب على الشرق ، وكان في ذلك حياتهم حياة سعيدة وصلاح أمورهم في دينهم ودنياهم. وما أحوج الأمة الإسلامية إلى استبدال هذا النزاع والشقاق بالوئام والوفاق. ولا سبيل إلى الوصول إلى هذه الضالة المنشودة ما دامت مختلفة النزعات متباينة العقائد ، فإذا عالجت تلك الأمراض بحكمة وروية لا تلبس عشية أو ضحاها إلا وتستعيد قوتها بعد الضعف وعزها بعد الهوان. وإني لا أيأس من أن يطلع فجر ذلك اليوم السعيد وتنير شمسه على العالم الإسلامي فيصبح منيع الجانب عظيم الشأن قوي السلطان.
ومن نظمه قصيدة رثى بها أحد علماء وأعيان الموصل مطلعها :
أتى بلسان البرق ما ضيّق الصدرا |
|
وهيّج لي حزنا وقد أقلق الفكرا |
كأني أرى فيه الصواعق أبرقت |
|
وإني أرى من لمعه البؤس والضرا |
ومنها :
جليل مقام نينوى تفتخر به |
|
على جيله لو أنه يرتضي الفخرا |
سقى الله أرضا حلها صيّب الرضى |
|
وأبدل قبرا حله روضة خضرا |
لقد كان يرجى منه خير دعائه |
|
لنفع به في هذه الدار والأخرى |
فأصبح محتاجا إليه ولم نكن |
|
بأهل له أنى ونجتلب الوزرا |
لهونا بدار اللهو في نحو من نرى |
|
ونسعى فلا جهرا سلكنا ولا سرا |