لمنصب الإفتاء ، وأن ذلك بناء على حسن شهادتكم في حقه وأن من صلح للقضاء صلح للإفتاء بالأولى. في حين أنه والحق يقال لم يكن لديه من علم الفقه ولا غيره من العلوم الآلية أو العقلية ما يؤهله أن يشغل هذا المنصب الجليل ، ولكن :
فكم في العرس أبهى من عروس |
|
ولكن للعروس الحظ ساعد |
و:
إن المقادير إذا ساعدت |
|
ألحقت العاجز بالقادر |
وحينما كان شيخا للتكية حصل له بعض الإقبال من الذين يلوذون في حلب بالشيخ أبي الهدى وينتسبون له ويشاركونه في الطريقة الرفاعية ، ولكن بعد أن صار مفتيا أقبل عليه الناس أيما إقبال وسعوا إليه في أمورهم وكثر زواره وقصاده ، شأنهم عند إقبال الدنيا على أحد كما قيل :
الناس في زمن الإقبال كالشجره |
|
والناس من حولها ما دامت الثمره |
وصار رئيسا لكثير من اللجان التي تعين من قبل الحكومة ، وعضوا طبيعيا في مجلس الإدارة ، ورئيسا للجان إدارة الأوقاف بمقتضى القوانين التركية. وربما عين نائبا عن القضاة حينما تنقضي مدتهم إلى أن يأتي القاضي الجديد. ولا ريب أنه بذلك صار له الكلمة المسموعة لدى الحكام ، ووسع دائرة ذلك انتسابه إلى الشيخ أبي الهدى ، ولا يخفى ما كان له في الآستانة من الجاه الواسع والكلمة النافذة لتقريب السلطان عبد الحميد له واتخاذه من خواصه.
ومع هذا فلم يكن المترجم يبالغ في إطراء الشيخ أبي الهدى ولا يكثر من ذكره ولا ينسب له شيئا من الكرامات التي كان يختلقها معتقدوه ومن يلوذ به ، ولا يزيد عند ذكره له عند الاقتضاء كما سمعته منه غير مرة على قوله : صاحب السماحة حفظه الله ، ثم يمضي في حديثه.
وكان المترجم أبيض اللون مربوع القامة معتدل اللحية ليست بالكثة ولا الخفيفة ، نشيطا في القيام في الأعمال التي تناط به ، ذا همة فيها.
ورمم الجامع الذي في محلة باب الأحمر المعروف بجامع أغلبك أحسن ترميم ، وقد بسطت