ترجمة ذي شهرة من أعيانها فذلك لأنا لم نجد له ترجمة نرجع إليها ولا آثارا نستند إليها ، فنحن معذورون في ذلك.
ولا ريب أن تاريخنا باشتماله على هذه الأبحاث أصبح معلمة واسعة جمعت فأوعت ، يجد فيه السياسي بغيته ، والاجتماعي مقصده ، والعالم رغبته ، والأديب مطلبه ، والأثري مرامه وأربه.
وكان ابتداء وضعي له سنة ١٣٢٣ واختتام تأليفه وطبعه في شهر ذي الحجة من هذه السنة وهي سنة ١٣٤٥ ، فتكون مدة بقائي في تأليف مبانيه ونظم عقوده اثنتين وعشرين سنة. ولا تسل عما لاقيته في سبيل ذلك من المصاعب وما تكبدته من المشاق في البحث والتنقيب ، ولعمري
لا يعرف الشوق إلا من يكابده |
|
ولا الصبابة إلا من يعانيها |
غير أنه مما أراح فؤادي وكان لي فيه بعض السلوان أنه ما كاد ينتشر الجزء الأول والثاني منه إلا وأقبل عليه أبناء الشهباء وتلقوه بالقبول ، وطلب منه نسخ للبلاد السورية والأقطار المصرية والمعاهد العلمية في الممالك الغربية والمقاطعات الهندية ، وقدره ذوو العلم وأرباب الفضل ، وأثنت المجلات والصحف عليه في الشهباء وغيرها ، ولو أثبت هنا تلك الكتابات لطال ذيل الكلام.
وقد اعتنيت في تصحيحه مزيد الاعتناء بقدر الطاقة ، بحيث إن ما يوجد فيه من الخطأ يكاد لا يذكر ، والغالب أنه مدرك عند من له شيء من الذوق ولديه قليل من الفهم. ولو رأى القارىء الكتب المخطوطة التي نقلت عنها ورداءة خطها لعذرني كل المعذرة ، وتيقن أن ليس في الإمكان أبدع مما كان.
وما كان بروزه مكتسيا جمال الوضع متحليا بمحاسن الطبع إلا بتوفيق الكريم الوهّاب ذي الجود والإفضال والإنعام والإحسان ، فله الحمد على جزيل آلائه والشكر على جلائل نعمائه.
هذا ولا ينبغي أن تقف همة ذوي الهمم عند حد ما وضعناه ، فقد بينت في المقدمة وفي أثناء الكتاب أن في الديار المصرية والغربية آثارا كثيرة تتعلق بتاريخ الشهباء ، وكذلك