ورأيت إجازة للمترجم بالطريقة القادرية من الشيخ علي ابن الشيخ عمر ابن الشيخ ياسين ابن الشيخ عبد الرزاق الكيلاني الحموي قال فيها بعد الخطبة : قد سألني العبد الفقير إلى الله تعالى الولد القلبي العالم الكامل فريدة العلماء الكاملين وقدوة الفضلاء المدرسين افتخار السادات الأشراف خاص خلاصة بني عبد مناف فرع الشجرة الزكية وطراز العصابة الهاشمية السيد الصالح السيد أحمد أفندي طه زاده وصحبته جماعة من الفقراء والأخوان وسألوا المشار إليه ومن معه من أجل خلفاء البيت الشريف القادري أن يكون خليفة وشيخا على الفقراء القادرية لما هو منطو عليه من الدين والعفة ، فاستخرت الله كثيرا واتخذته هاديا ونصيرا فأجبتهم إلى سؤلهم فأقمته خليفة وشيخا على الفقراء القادرية ... إلخ. وهي متوجة بختمه.
ولم يزل المترجم على وجاهته وحشمته وتصدره في الشهباء إلى أن توفاه الله في النصف من رمضان سنة ألف ومائة وسبع وثمانين ودفن في مدفن المدرسة عن يمين الباب الذي تدخل منه إلى الحجرة التي دفن فيها والده.
وذكر الشيخ بكري الكاتب في مجموعته أن المترجم بعد أن تمم عمارة القاسارية التي هي تجاه خان القصابية دخل إليها ثم خرج وقعد في خان الكمرك وشرب القهوة فأخذ يشكو وجع قلبه ، فأخذ إلى منزله في الحال ومات من ذلك رحمهالله وأجزل له الثواب.
وامتدحه شعراء عصره منهم الأديب محمد بن علي الجمالي المتقدم الذكر فقال فيه مؤرخا ومهنئا له بنقابة حلب سنة ١١٤٧ :
فز بالمنى يا سيد الفضلاء |
|
وارق العلا بالرتبة القعساء |
واهنأ بأبرك منصب قلدته |
|
لازلت فيه ممتعا بهناء |
دامت لك العلياء تبلغ شأوها |
|
وتحف بالإجلال والعلياء |
مولاي يا شرف الزمان ومن حبي |
|
شيما متوجة بكل بهاء |
حزت المفاخر كابرا من كابر |
|
إرثا من الأجداد والآباء |
وحويت كل فخامة وشهامة |
|
وصيانة وأمانة وحياء |
وجنيت أثمار المكارم غضة |
|
بمحامد كالروضة الفيحاء |
وسموت بالعرض العريض مفاخرا |
|
للنيّرين ببهجة وثناء |