(١) فانّك لا تبالي بعد حول |
|
أظبى كان أمّك أم خمار |
وقال حسان بن ثابت : [وافر]
(٢) كأنّ سبيئة من بيت رأس |
|
يكون مزاجها عسل وماء |
وقال أبو قيس بن الأسلت الانصارىّ : [وافر]
(٣) ألا من مبلغ حسّان عنّى |
|
أسحر كان طبّك أم جنون |
وقال الفرزدق : [طويل]
__________________
(٢٩) استشهد به على جعل اسم كان نكرة وخبرها معرفة ضرورة ووجه مجاز ذلك أن كان فعل بمنزلة ضرب في التصرف وضرب قد ترفع النكرة وتنصب المعرفة فشبهت بها عند الضرورة* وصف في البيت تغير الزمان واطراح مراعاة الانساب ويتصل به ما يبينه وهو قوله :
فقد لحق الاسافل بالاعالي |
|
وصار مع المعلهجة العشار |
فيقول لا تبالى بعد قيامك بنفسك واستغنائك عن أبويك من انتسبت اليه من شريف أو وضيع وضرب المثل بالظبي والحمار وجعلهما امين وهما ذكران لانه مثل لا حقيقة وقصد الجنسين ولم يحقق ابوه ، وذكر الحول لذكر الظبي والحمار لانهما يستغنيان بأنفسهما بعد الحول فضرب المثل بذكره الانسان لما أراد من استغنائه بنفسه.
(٣٠) الشاهد في نصب المزاج وهو معرفة ورفع العسل والماء وهما نكرتان ، وعلته كالذي قبله الا ان هذا أقوى نسبا لأن المزاج مضاف الى ضمير السلافة وهي نكرة فضميرها مثلها في الفائدة فكأنه أضاف الى نكرة وأخبر عن نكرة بنكرة ، ومما يقويه أيضا على الأول ان الفائدة في تعريف العسل والماء وتنكيرهما اذا قصد تعريف الجنس لا تعريف العهد سواء ، والسلافة الخمر ويقال هو اسم لما سال منها قبل أن تعصر وذلك أخلصها واشتقاقها من سلف الشىء اذا تقدم ، وبيت رأس اسم موضع ، وقيل رأس رئيس الخمارين ، ويقال هذا رأس القوم وشرط أن يمزجها لان الخمر شاهية تقتل ان لم تمزج ، ويقال رأس اسم خمار معروف.
(٣١) تفسير اعرابه كتفسير بيت خداش بن زهير ، قد تقدم في الباب والطب هنا العلة والسبب يقول : لحسان بن ثابت وكانت بينهما مهاجاة اسحرت فكان ذلك سبب هجائك أم جننت يتوعده ، بالمقارضة.