(١) أسكران كان ابن المراغة إذ هجا |
|
تميما بجوف الشّام أم متساكر |
فهذا إنشاد بعضهم وأكثرهم ينصب السكران ويرفع الآخر على قطع وابتداء وإذا كانا معرفة فأنت بالخيار أيّهما ما جعلته فاعلا رفعته ونصبت الآخر كما فعلت ذلك في ضرب وذلك قولك كان أخوك زيدا وكان زيد صاحبك وكان هذا زيدا وكان المتكلم أخاك وتقول من كان أخاك ومن كان أخوك كما تقول من ضرب أباك اذا جعلت من الفاعل ومن ضرب أبوك اذا جعلت الاب الفاعل وكذلك أيّهم كان أخاك وأيّهم كان أخوك وتقول ما كان أخاك الا زيد كقولك ما ضرب أخاك الا زيد ومثل ذلك قوله عزوجل (ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا (وَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا) وقال الشاعر : [طويل]
(٢) وقد علم الأقوام ما كان داءها |
|
بثهلان إلّا الخزى ممّن يقودها |
وان شئت رفعت الاوّل كما تقول ما ضرب أخوك الا زيدا وقد قرأ بعض القرّاء ما ذكرنا بالرفع ومثل قولهم من كان أخاك قول العرب ما جاءت حاجتك كأنّه قال ما صارت حاجتك ولكنه أدخل التأنيث على ما حيث كانت الحاجة كما قال بعض العرب من كانت امّك حيث أوقع من على مؤنث وانما صيّر جاء بمنزلة كان في هذا الحرف وحده لانه بمنزلة المثل كما جعلوا عسى بمنزلة كان في قولهم «عسى الغوير أبؤسا» ولا يقال عسيت أخانا وكما جعلوا لدن مع غدوة منونة في قولهم لدن غدوة ، ومن كلامهم أن يجعلوا الشيء في موضع على غير حاله في سائر الكلام وسترى مثل ذلك ان شاء الله. ومن
__________________
(٣٢) القول فيه كالقول في البيت الذي قبله ، وأراد بابن المراغة جرير بن الخطفي وكان الفرزدق قد لقب أمه بالمراغة ، ونسبها الى انها راعية حمير والمراغة الاتان التي لا تمتنع من الفحول وأراد بتميم ههنا بنى دارم من مالك بن حنظلة وهم رهط الفرزدق من تميم وجرير من كليب بن يربوع بن حنظلة فلم يعتد الفرزدق برهط جرير في تميم احتقارا لهم.
(٣٣) استشهد به على استواء اسم كان وخبرها في الرفع والنصب لاستوائهما في المعرفة* وصف كتيبة انهزمت فيقول لم يكن داؤها وسبب انهزامها الا جبن من يقودها وانهزامه ، وجعل الفعل للخزى مجازا واتساعا والمعني الا قائدها المنهزم الخزيان ، وثهلان اسم جبل وأنشد :
* ثهلان ذو الهضبات لا يتحلحل*