(١) أبى الاسلام لا أب لي سواه |
|
اذا افتخروا بقيس أو تميم |
واذا ترك التنوين فليس الاسم مع لا بمنزلة خمسة عشر لأنه لو أراد ذلك لجعل لك خبرا وأظهر النون أو أضمر خبرا ثم جاء بعدها بلك توكيدا ولكنه أجراه مجرى ما ذكرت لك في النداء لأنه موضع حذف وتخفيف كما أنّ النداء كذلك ، وتقول أيضا ان شئت لا غلامين ولا جاريتين لك ولا غلامين وجاريتين لك ، كأنك قلت لا غلامين ولا جاريتين في مكان كذا وكذا لك فجاء بلك بعد ما بنى على الكلام الأوّل في مكان كذا وكذا كما قال لا يدين بها لك حين صيّره كأنه جاء بلك فيه بعد ما قال لا يدين بها في الدّنيا.
واعلم أنّ المنفىّ الواحد اذا لم يل لك فانما يذهب منه التنوين كما أذهب من آخر خمسة عشر لا كما أذهب من المضاف ، والدليل على ذلك أنّ العرب تقول لا غلامين عندك ولا غلامين فيها ولا أب فيها وأثبتوا النون لأنّ النون لا تحذف من الاسم الذي يجعل وما قبله أو ما بعده بمنزلة اسم واحد ، ألا تراهم قالوا الذين في الدار فجعلوا الذين وما بعده من الكلام بمنزلة اسمين جعلا اسما واحدا ولم تحذف النون لأنها لا تجيء على حدّ التنوين ألا تراها تدخل في الألف واللام وما لا ينصرف ، وإنما صارت الأسماء حين وليت لك بمنزلة مضاف لأنهم كانوا ألحقوا اللام بعد اسم كان مضافا كما أنك قلت «يا تيم تيم عدىّ» فانما ألحقت الاسم اسما كان مضافا ولم يغيّر الثاني المعنى كما أنّ اللام لم تغيّر معنى لا أباك ، وإذا قلت لا أب فيها فليست في من الحروف التي اذا لحقت بعد مضاف لم تغيّر المعنى الذي كان قبل أن تلحق ألا ترى أن اللام لا تغيّر معنى المضاف الى الاسم اذا صارت بينهما كما أن الاسم الذي يثنّى به لا يغيّر المعنى اذا صار بين الأوّل والمضاف اليه ، فمن ثم صارت اللام بمنزلة الاسم الذى يثنّى به ، وتقول لا غلام وجارية فيها لأن لا إنما تجعل وما تعمل فيه اسما واحدا
__________________
(٥١٧) الشاهد فيه جعله المجرور خبر لا في قوله لا أب لي ، ولو أراد الاضافة وتأكيدها باللام المقحمة لقال لا أبالى واحتاج الى اضمار الخبر كما يحتاج اليه اذا اضيف فقيل لا أباك كما قال : * وأى كريم لا أباك يخلد* يقول اذا اعتزى غيري الى قومه وانتمى في الشرف اليهم فأنا معتز للاسلام منتم في الشرف اليه ، وانما قال هذا لأن يشكر من بكر بن وائل في غير البيت وموضع الشرف.