بوصل لما قبله ، وتقول من يضربك في الاستفهام وفي الجزاء من يضربك أضربه فالفعل فيهما غير صلة ، وسألت الخليل عن مهما فقال هي ما أدخلت معها ما لغوا بمنزلتها مع متى اذا قلت متى ما تأتنى آتك وبمنزلتها مع إن اذا قلت إن ما تأتني آتك وبمنزلتها مع أين كما قال سبحانه وتعالى (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ) وبمنزلتها مع أيّ اذا قلت (أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) ولكنهم استقبحوا أن يكرّروا لفظا واحدا فيقولوا ما ما فأبدلوا الهاء من الألف التي في الأولى ، وقد يجوز أن يكون مه كاذ ضمّ اليها ما وسألت الخليل عن قوله كيف تصنع أصنع فقال هي مستكرهة وليست من حروف الجزاء ومخرجها على الجزاء لأنّ معناها على أيّ حال تكن أكن ، وسألته عن اذا ما منعهم أن يجاروا بها فقال الفعل في اذا بمنزلته في إذ إذا قلت أتذكر إذ تقول ، فاذا فيما تستقبل بمنزلة إذ فيما مضى ، ويبيّن هذا أنّ اذا تجىء وقتا معلوما ، ألا ترى أنك لو قلت آتيك اذا احمرّ البسر كان حسنا ولو قلت آتيك إن احمرّ البسر كان قبيحا فان أبدا مبهمة ، وكذلك حروف الجزاء ، واذا توصل بالفعل فالفعل في اذا بمنزلته في حين كأنك قلت الحين الذي تأتيني فيه آتيك فيه ، قال ذو الرمّة : [بسيط]
(١) تصغي إذا شدّها بالرّحل جانحة |
|
حتّى اذا ما استوى في غرزها تثب |
وقال الآخر (ويقال وضعه النحويون) [وافر]
(٢) إذا ما الخبز تأدمه بلحم |
|
فذاك أمانة الله الثّريد |
وقد جازوا بها في الشعر مضطّرين شبّهوها بان حيث رأوها لما يستقبل ، وأنه لا بدّ لها من جواب قال قيس بن الخطيم الأنصاري : [طويل]
__________________
(٦٤٧) الشاهد فيه رفع ما بعد اذا على ما يجب لها لأنها تخص وقتا بعينه ، وحرف الشرط يقتضي الابهام في الأوقات وغيرها على ما بينه سيبويه* وصف ناقة مؤدبة تسكن اذا رحلت فاذا استوى عليها الراكب سارت بسرعة والجانحة المائلة في شق ، والغرز للرحل كالركاب للسرج.
(٦٤٨) الشاهد فيه رفع ما بعد اذا كما تقدم ، ومعنى تأدمه تخلطه ونصب أمانة الله باسقاط حرف الجر ووصول الفعل المضمر والمعنى أحلف بأمانة الله.