ذلك ولو لم تحمل الكلام على الآخر لقلت ضربت وضربوني قومك ، وانما كلامهم ضربت وضربني قومك فاذا قلت ضربني لم يكن سبيل للاوّل لانك لا تقول ضربني وأنت تجعل المضمر جميعا ، ولو أعملت الاوّل لقلت مررت ومربي بزيد ، وانما قبح هذا أنّهم قد جعلوا الاقرب أولى اذ لم ينقض معنى ، قال الفرزدق : [طويل]
(١) ولكنّ نصفا لو سببت وسبّنى |
|
بنو عبد شمس من مناف وهاشم |
وقال طفيل الغنوى : [طويل]
(٢) وكمتا مدمّاة كأنّ متونها |
|
جرى فوقها واستشعرت لون مذهب |
وقال رجل من باهلة : [طويل]
__________________
(٦٣) استشهد به على اعمال الفعل الثاني وهو سبني لقربه من الاسم ، وحذف المفعول من الفعل الاول للاستغناء عنه لدلالة ما بعده عليه* وصف في البيت شرفه وأنه لا كفء له يقاومه في مسابة ومفاخرة الا من قريش ، وقبل هذا البيت :
وان حراما أن أسب مقاعسا |
|
بآبائي الشم الكرام الخضارم |
ومقاعس حى من تميم فيقول قد حرمت على نفسي مسابتهم بآبائي لضعتهم وشرفي ولا أرى انتصافا لعرضي بذم أعراضهم ولكن انتصافي في المسابة والمهاجاة أن أسب أشراف قريش وتسبني وبنو عبد شمس من أشراف قريش وهم بنو عبد مناف بن قصي فقال من مناف وهو يريد من عبد مناف على حسب النسب اليه اذ قالوا منافي لانه لا يشكل وعطف هاشما على عبد شمس لانهما أخوان وهما ابنا عبد مناف ولم يعطفه على مناف لفساد المعنى والنصف بمعنى الانتصاف.
(٦٤) استشهد به سيبويه على اعمال الفعل الثاني وهو استشعرت ولو أعمل الاول وهو جرى لرفع اللون وأضمر في استشعرت فقال واستشعرته لون مذهب* وصف خيلا كمتا مشربة حمرة وهي المدماة وشبه ما أشربت كمتتها من الحمرة بالذهب وجعلها كانها قد لبست منه شعارا وهو ما ولى الجلد من اللباس ، والدثار ما لبس ، فوقه والكمت جمع كميت على حد مكبره لو تكلم به وهو أكمت وانما ألزم الكميت التصغير لانه لون بين الحمرة والسواد ولم يخلص لاحدهما فصغر لنقصانه عن كل واحد منهما والمذهب هنا اسم للذهب.