(١) ولقد أرى تغنى به سيفانة |
|
تصبى الحليم ومثلها أصباه |
فالفعل الاول في كل هذا معمل في المعنى غير معمل في اللفظ والآخر معمل في اللفظ والمعني ، فان قلت ضربت وضربوني قومك نصبت إلا في قول من قال «أكلوني البراغيث» أو تحمله على البدل فتجعله بدلا من المضمر كأنك قلت : ضربت وضربني ناس بنو فلان ، وعلى هذا الحد تقول : ضربت وضربني عبد الله تضمر في ضربني كما أضمرت في ضربوني ، وان قلت ضربني وضربتهم قومك رفعت لانك شغلت الآخر فأضمرت فيه كأنك قلت ضربني قومك وضربتهم على التقديم والتأخير إلا أن تجعل هيهنا البدل كما جعلته في الرفع فان فعلت ذلك لم يكن بدّ من ضربوني لانك تضمر فيه الجمع ، قال عمر بن أبي ربيعة : [طويل]
(٢) اذا هي لم تستك بعود أراكة |
|
تنخّل فاستاكت به عود إسحل |
لأنه أضمر في آخر الكلام ، وقال المرّار الاسدىّ : [وافر]
(٣) فردّ على الفؤاد هوى عميدا |
|
وسوئل لو يبين لنا السّؤالا |
وقد نغنى بها ونرى عصورا |
|
بها يقتدننا الخرد الخدالا |
__________________
(٦٥) أراد ولقد أرى سيفانة تغني به سيفانة فحذف المفعول وجعل الفعل لها على ما تقدم* وصف منزلا خاليا فيقول قد كنت أرى قبل اليوم امرأة سيفانة تغني به أي تقيم ومنه قيل للمرأة غانية وللمنزل مغني والسيفانة الممشوقة اللحم المهفهفة شبهت بالسيف في ارهافه ولطافته ، ومعني تصبي الحليم أي تدعوه الى الصبا بحسنها وجمالها ثم أكد حسنها فقال ومثلها من أهل الحسن أصبي الحليم.
(٦٦) أراد تنخل عود إسحل فاستاكت به ولو أعمل الآخر لقال فاستاكت بعود إسحل* وصف امرأة تستعمل سواك الاراك والاسحل على حسب انتقالها في المواضع التي تنبتهما ، والاراك من أفضل شجر السواك واحدتها أراكة ، والاسحل مثله واحدته إسحلة ومعنى تنخل اختير.
(٦٧) الشاهد في البيت الاخير ، وأنشد الاول ليرى ان القوافي منصوبة فلذلك اضطر الى اعمال الفعل الاول وهو نرى فنصب به الخرد الخدل* وصف منزلا يقول لما ألممت به ذكرت من كنت عهدته فيه فرد على من الهوى ما قد سلوت عنه والعميد الشديد البالغ وأصله ـ