السادس : أن يكون التقدير : مثل أعمال الذين كفروا ، أو هذه الجملة خبرا لمبتدأ ، قاله الزمخشريّ (١).
السابع : أن يكون «مثل» مبتدأ ، و «أعمالهم» خبره ، أي : مثل أعمالهم فحذف المضاف ، و «كرماد» على هذا خبر مبتدأ محذوف.
وقال أبو البقاء (٢) حين ذكر وجه البدل : «ولو كان في غير القرآن لجاز إبدال «أعمالهم» من : «الّذين» ، وهو بدل اشتمال».
يعني أنّه كان يقرأ «أعمالهم» مجرورة لكنّه لم يقرأ به.
«والرّماد معروف وهو ما سحقته النار من الأجرام ، وجمعه في الكثرة على رمد وفي القلة على أرمدة ، كجماد وجمد وأجمدة ، وجمعه على أرمداء شاذ».
والرّماد : الشبه المحكم ، يقال : أرمد الماء ، أي : صار بلون الرّماد.
والأرمد : ما كان على لون الرّماد ، وقيل للبعوض : رمد لذلك ، ويقال : رماد رمدد ، أي: صار هباء.
قوله تعالى : (اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ) في محل جر صفة ل «رماد» ، و «في يوم» متعلق ب «اشتدّت» وفي «عاصف» أوجه :
أحدها : أنه على تقدير : عاصف ريحه ، أو عاصف الريح ، ثم حذف الريح وجعلت الصفة ل «يوم» مجازا ، كقولهم : يوم ماطر ، وليل قائم.
قال الهرويّ : فحذفت لتقدم ذكرها ، كما قال : [الطويل]
٣٢٠٥ ـ إذا جاء يوم مظلم الشّمس كاسف |
|
........... (٣) |
__________________
ـ ضمير ما الاستفهامية وحكم ضمير الاستفهام حكم ظاهره كما صرح به المغني فالأولى الجواب بأن الخبر محذوف لدلالة الحال عليه وترك دعوى أن تلك الحال سدت مسد الخبر لأن ذلك في مواضع ليس هذا منها.
وهل لهذا الخلاف من فائدة؟
نعم له فائدة تظهر في التثنية والجمع فتقول على رأي الكوفيين «الزيدان قام ، الزيدون قام».
وعلى رأي البصريين يجب أن تقول : «الزيدان قاما ، الزيدون قاموا» فتأتي بألف وواو في آخر الفعل يكونان هما الفاعلين.
(١) ينظر : الكشاف ٢ / ٥٤٧.
(٢) ينظر : الإملاء ٢ / ٦٧.
(٣) عجز بيت لمسكين الدارمي وصدره :
فيضحك عرفان الدروع جلودنا
ينظر : الطبري ٦ / ٥٥٤ ، الفراء ٢ / ٧٤ ، القرطبي ٩ / ٣٥٣ ، الخزانة ٩ / ٨٩ ، البحر المحيط ٥ / ٤٠٥ ، اللسان (عصف) ، الدر المصون ٤ / ٢٥٩.