محتجزا يهرول بين يدي أبي بكر ويقول : ألا إنّ الناس قد بايعوا أبا بكر ـ الخ (٣٣).
بايع الناس أبا بكر وأتوا به المسجد يبايعونه فسمع العبّاس وعليّ التكبير في المسجد ولم يفرغوا من غسل رسول الله (ص).
فقال عليّ : ما هذا؟
قال العباس : ما رئي مثل هذا قطّ!! أما قلت لك (٣٤)؟!
النذير
وجاء البراء بن عازب فضرب الباب على بني هاشم وقال :
يا معشر بني هاشم! بويع أبو بكر.
فقال بعضهم لبعض : ما كان المسلمون يحدثون حدثا نغيب عنه ونحن أولى بمحمّد.
فقال العباس : فعلوها وربّ الكعبة!
وكان عامّة المهاجرين وجلّ الأنصار لا يشكّون أنّ عليّا هو صاحب الأمر بعد رسول الله (ص) (٣٥).
وكان المهاجرون والأنصار لا يشكّون في عليّ.
روى الطبري : أنّ (أسلم) أقبلت بجماعتها حتى تضايق بهم السّكك فبايعوا أبا بكر فكان عمر يقول :
__________________
(٣٣) في كتابه السقيفة ، راجع ابن أبي الحديد ١ / ١٣٣. وفي ص ٧٤ منه بلفظ آخر.
(٣٤) ابن عبد ربّه في العقد الفريد ٤ / ٢٥٨. وأبو بكر الجوهري في كتابه السقيفة برواية ابن أبي الحديد عنه في ١ / ١٣٢ ، ويروي تفصيله في ص ٧٤ منه. والزبير بن بكار في الموفقيات ص ٥٧٧ ـ ٥٨٠ و ٥٨٣ و ٥٩٢. كما يروي عنه ابن أبي الحديد في شرح النهج ٢ / ٢ ـ ١٦ ، في شرحه : (ومن كلام له في معنى الأنصار).
(٣٥) الموفّقيات للزبير بن بكار ، ص ٥٨٠.