الّذين فيهم ابن عوف إذ كان الثقة في دينه ورأيه ، المأمون للاختيار على المسلمين). وقريب منه ما في العقد الفريد ٣ / ٧٤.
وروى أيضا عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، أنّ عمر قال : (إن اجتمع رأي ثلاثة وثلاثة فاتّبعوا صنف عبد الرّحمن بن عوف واسمعوا وأطيعوا) وأخرجه ابن سعد في الطبقات ٣ / ق ١ / ٤٣.
وفي تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٦٠ : وروى البلاذري في أنساب الأشراف ٥ / ١٥ أنّ عمر قال :
(إنّ رجالا يقولون إنّ بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرها ، وإنّ بيعة عمر كانت عن غير مشورة والأمر بعدي شورى ، فإذا اجتمع رأي أربعة فليتّبع الاثنان الأربعة ، وإذا اجتمع رأي ثلاثة وثلاثة فاتّبعوا رأي عبد الرّحمن بن عوف فاسمعوا وأطيعوا وإن صفّق عبد الرّحمن بإحدى يديه على الأخرى فاتّبعوه).
وروى المتّقي في كنز العمال ٣ / ١٦٠ ، عن محمّد بن جبير عن أبيه ، أنّ عمر قال :
(إن ضرب عبد الرّحمن بن عوف إحدى يديه على الأخرى فبايعوه). وعن أسلم أنّ عمر بن الخطاب قال :
(بايعوا لمن بايع له عبد الرّحمن بن عوف ، فمن أبى فاضربوا عنقه).
ومن كلّ هذا يظهر أنّ الخليفة كان قد جعل أمر الترشيح بيد عبد الرّحمن بن عوف ، وبيّت معه أن يشترط في البيعة العمل بسيرة الشيخين ، وهم يعلمون أنّ الإمام عليّا يأبى أن يجعل العمل بسيرة الشيخين في عداد العمل بكتاب الله وسنّة رسوله (ص) وأنّ عثمان يوافق على ذلك ، فيبايع عثمان بالخلافة ، ويخالفهم الإمام علي فيعرض على السيف.
والدليل على ما قلنا بالإضافة إلى ما سبق ، ما رواه ابن سعد في طبقاته