ونافعا للبشر في حينه ، أمّا اليوم فنحن بحاجة إلى تطوير الإسلام وتجديده ليطابق مقتضيات العصر وحاجة أهله.
وهؤلاء مع سلاحهم هذا ، الخفيّ أثره على الكثير ، أضرّ على الإسلام والمسلمين من بعض السياسيّين العملاء للغزاة الكفرة في بلادنا والّذين نصبوهم حكّاما لبلاد المسلمين ، بما قاموا به في الحرب الفكريّة من تحريف لحقائق الإسلام باسم تعريف الإسلام أحيانا ، والإسلام المتطور الملبّي لحاجات العصر تارة أخرى.
من كلّ ما ذكرنا ، يظهر جليّا أنّ المسلمين في هذا اليوم وبعد كلّ ما مرّ على الإسلام من تيّارات فكريّة ، بحاجة شديدة إلى دراسات مستفيضة لأقوال الفرق الإسلاميّة وتمحيص ما لديها ، خلافا لما يراه بعض المسلمين الغيارى الّذين يرون السّكوت عن كلّ ذلك أولى ، حفظا لوحدة المسلمين!
ولست أدري كيف يتمّ ذلك مع وجود الخوارج (١٣) الّذين بنيت أصول عقائدهم على تكفير عامّة المسلمين وأنّهم هم وحدهم المسلمون وما عداهم مشركون ، وعلى التبرّي من الخليفة عثمان والإمام عليّ وأمّ المؤمنين عائشة وطلحة والزبير ومعاوية وعمرو بن العاص ومن كان معهم ، ثمّ لعن أولئك ولعن جميع المسلمين.
كيف يتمّ ذلك وفي المسلمين من تتوق نفسه إلى زيارة قبر الرسول الأكرم (ص) وقبور أئمة المسلمين والتبرّك بها والاستشفاع والتوسل بهم إلى الله ، وفيهم من يرى كلّ ذلك شركا لله وخروجا على الإسلام وبدعة محرمة ، وبذلك يرون أنّ جميع المسلمين بعد القرن الثالث الهجري إلى اليوم مشركون. وقد هدّموا مساجد المسلمين الّتي بنيت في طريق غار حراء وأمثاله
__________________
(١٣) منتشرون في الجانب الشرقي من جزيرة العرب وشمال إفريقيا.