ظلامتهم لإخوانهم الحجيج ، وذلك هو مصداق قوله تعالى :
(لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ).
ثمّ ذكرت قيام علماء المسلمين في الجامعة الإسلاميّة الكبرى بقم وأسهبت في شرح أبعاد النهضة الإسلاميّة الطالعة بإيران ، وواجب قادة المسلمين خاصّة الحكومة السعودية تجاهها ، وختمت حديثي بشرح قضية العالم الّذي وزّع نشرات التظلّم على المسلمين وتوقيفه ، وجرت حول ذلك بيننا مناقشات ، أدّت إلى إطلاق سراح الموقوف.
ونشرت الصحف بعد أداء المناسك ورجوعنا إلى مكّة دعوة للحضور في المسجد الهندي بمكّة مساء الجمعة للاستماع إلى خطبة الأستاذ المودودي. فحضرنا الاحتفال بعد صلاة العشاء وألقى الأستاذ المحاضر خطبة (١) ذكر فيها ثمانية أمور تلزم المسلمين لإعادة الحياة الإسلاميّة إلى المجتمع ، وتقدّمت بعده خلف المذياع وخطبت معلقا على خطابه وقلت :
إنّ المسلمين في نهضتهم اليوم بحاجة إلى ثلاثة أمور :
أوّلا ـ إنّ المسلمين بعد مضيّ أربعة عشر قرنا من بعثة الرسول الأكرم (ص) والظروف الّتي مرّت عليهم بحاجة إلى دراسة موضوعية مستوعبة لكيفيّة استنباط الأحكام من مصادر الشريعة الإسلاميّة ودراية الحديث وفقه السنّة وترك البقاء على تقليد العلماء السلف في كلّ ذلك.
ثانيا ـ إنّ الغزاة الكفرة لبلاد الإسلام ـ المستعمرين ـ استطاعوا أن يشتّتوا كلمة المسلمين وبذلك استطاعوا أن يقضوا على كلّ حركة إسلاميّة في أي مكان تظهر. ثمّ شرحت ثورة الجزائر ضدّ الفرنسيّين ، والأريتيريّين ضدّ الأحباش ، وعلماء إيران ضدّ الطاغوت العميل ، وأسهبت في الشرح
__________________
(١) كان قد أعدّها ليلقيها في ندوات رابطة العالم الإسلامي الّتي دعي للاشتراك في جلسات تأسيسها ، ولمّا لم يسمح له بذلك ألقاها في ذلك المسجد.