وروى ابن أبي الحديد (١٩) عن أبي جعفر الإسكافي وقال : «إنّ معاوية وضع قوما من الصحابة وقوما من التابعين على رواية أخبار قبيحة في عليّ (ع) تقتضي الطعن فيه ، والبراءة منه ، وجعل لهم على ذلك جعلا يرغب في مثله».
وروى في هذا الصدد عن الصحابة عن عمرو بن العاص ، الحديث الذي أخرجه البخاري (٢٠) ومسلم في صحيحيهما مسندا متصلا بعمرو بن العاص ، قال : سمعت رسول الله يقول جهارا غير سرّ (٢١) : «إنّ آل أبي طالب ليسوا لي بأولياء ، إنما وليي الله وصالح المؤمنين».
وفي البخاري بعده بطريق آخر عنه. (ولكن لهم رحما أبلّها ببلالها) ـ
__________________
ونفطويه هو إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي قال في ترجمته بتاريخ بغداد : كان صدوقا له مصنّفات كثيرة ؛ وقال المسعودي في ذكر المؤرخين وأصحاب الأخبار في أول كتابه مروج الذهب ، ١ / ٢٣ : وكذلك تاريخ أبي عبد الله الملقب بنفطويه فمحشو من ملاحة كتب الخاصّة مملوء من فوائد السادة وكان أحسن أهل عصره تأليفا وأملحهم تصنيفا وذكر أسماء مؤلفاته في هديّة العارفين ص ٥ وقال (ت ٣٢٣ ه).
(١٩) شرح النهج ط. مصر الأولى ، ١ / ٣٥٨. والإسكافي نسبة إلى الإسكاف من نواحي النهروان بين بغداد وواسط. وأبو جعفر الإسكافي في مادة الإسكاف من معجم البلدان عداده في أهل بغداد أحد المتكلمين من المعتزلة (ت ٢٠٤ ه) وقال ابن حجر في ترجمته :
محمد بن عبد الله الإسكافي ؛ من متكلمي المعتزلة وأحد أئمتهم ؛ وإليه تنسب الطائفة الإسكافية منهم ؛ وهو بغدادي أصله من سمرقند ؛ قال ابن النديم : كان عجيب الشأن في العلم والذكاء والصيانة ونبل الهمة والنزاهة ؛ بلغ في مقدار عمره ما لم يبلغه أحد ؛ وكان المعتصم يعظمه. وله مناظرات مع الكرابيسي وغيره. توفي سنة ٢٤٠ ، لسان الميزان ، ٥ / ٢٢١.
(٢٠) قد أورد البخاري هذا الحديث في صحيحه ج ٤ ، ٣٤ كتاب الأدب باب يبل الرحم ببلالها بطريقين عن ابن العاص. وفي ط البخاري كنّى عن آل أبي طالب قال أبي فلان.
(٢١) هذه الزيادة في رواية البخاري الثانية عن ابن العاص وكنى ـ أيضا ـ وقال آل أبي فلان. ومسلم ١ / ١٣٦ كتاب الايمان باب موالاة المؤمنين ومقاطعة غيرهم.