كلّهم : بل ساحر كذّاب عجيب السحر خفيف فيه ، وهل يصدّقك في أمرك إلّا مثل هذا؟ ـ يعنوني ـ» (٢٨).
هكذا كان رسول الله (ص) يرفع للإمام في صغره كلّ يوم من أخلاقه علما ويأمره بالاقتداء به ، ويزقّه العلم زقّا في كبره ، ويخصّه بمناجاته.
وقد ورد في صحيح الترمذي وغيره واللفظ للترمذي عن جابر قال :
(دعا رسول الله (ص) عليّا (ع) يوم الطائف فانتجاه ، فقال الناس : لقد طال نجواه مع ابن عمّه! فقال رسول الله (ص) :
«ما انتجيته ولكنّ الله انتجاه») (٢٩).
وفي رواية :
(لمّا كان يوم الطائف دعا رسول الله (ص) عليّا فناجاه طويلا فقال بعض أصحابه ...) الحديث (٣٠).
وفي رواية جندب بن ناجية أو ناجية بن جندب :
(لمّا كان يوم غزوة الطائف قام النبيّ (ص) مع عليّ (ع) مليّا ثمّ مرّ ، فقال له أبو بكر : يا رسول الله لقد طالت مناجاتك عليّا منذ اليوم! فقال :
«ما أنا انتجيته ولكنّ الله انتجاه») (٣١).
وكان الإمام عليّ حريصا على أن يتلقى من رسول الله (ص). ولمّا نزلت : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) المجادلة / ١٢ (٣٢).
__________________
(٢٨) الخطبة ١٩٠ من نهج البلاغة ، ٢ / ١٨٢ ـ ١٨٤.
(٢٩) سنن الترمذي ، كتاب المناقب ، باب مناقب علي بن أبي طالب ١٣ / ١٧٣. وتاريخ بغداد للخطيب ٧ / ٤٠٢.
(٣٠) أسد الغابة ٤ / ٢٧.
(٣١) كنز العمّال ط. الثانية ، ١٢ / ٢٠٠ ، ح ١١٢٢. والرياض النضرة ٢ / ٢٦٥.
(٣٢) تفسير السيوطي ٦ / ١٨٥.