وأنّ ورقة بن نوفل النصراني يدرك أنّ الّذي جاء إلى رسول الله (ص) هو جبرائيل ورسول الله لم يعرفه ، وخشي أن يكون أصابه مسّ من الجنّ وأنّ آيات سورة اقرأ هي من سجعهم.
وأنّ سحر اليهود أثّر في رسول الله (ص) فكان يرى أنّه يفعل الشيء وما فعله.
وأنّه أسقط من القرآن آيات نسيها حتّى قرأها بعض الصّحابة.
وأنّه أمر بعدم تلقيح النخل ليصلح ، فلمّا أصبح شيصا قال لهم : أنتم أعلم بأمور دنياكم منّي.
وأنه استمع إلى غناء جوار من الأنصار ، وكرهه أبو بكر ، وقال في شأن عمر : إنّ الشّيطان ليفرّ منك.
* * *
إنّ تلكم الأحاديث وأمثالها تثبت أنّ رسول الله (ص) كان دون زيد في الجاهلية ، وبعد الإسلام كان ورقة النصراني أدرى بالوحي وجبرئيل من رسول الله (ص) وأنّ أبا بكر وعمر كانا أكثر تجنبا للهو واللّغو من رسول الله (ص) ، وأن الصحابيّ الّذي قرأ من القرآن ما كان قد أسقطه الرسول (ص) منه كان أقوى ذاكرة من رسول الله (ص) ، وأنّ رسول الله (ص) كسائر الناس لا يعصمه الله من عبث اليهود وسحرهم وأنّه يغضب ويلعن ويسبّ من لا يستحقّ (٣١).
__________________
(٣١) لمّا كانت أحاديث مدرسة الخلفاء تكوّن رؤية تنزّل من مستوى الرّسول الأكرم (ص) عن مستوى الإنسان العادي وخاصّة في مثل الخبر المختلق في قصّة الغرانيق الّتي بيّنّا زيفها في الجزء الرابع من (أثر الأئمة في إحياء السنّة) ويمكن من خلالها إلقاء الشبهات في الوحي والقرآن ، استند المستشرقون من مبشري النصارى في دراساتهم للإسلام إلى أحاديث مدرسة الخلفاء ، وتركت أحاديث مدرسة أهل البيت ظهريّا.