وعدمها وتفاوتها في ذلك بالآخرة يكون ذاتيا والذاتي لا يعلل (ان قلت) : على هذا فلا فائدة في بعث الرسل وإنزال الكتب والوعظ والإنذار (قلت) : ذلك لينتفع به من حسنت سريرته وطابت طينته لتكمل به نفسه ويخلص مع ربه أنسه (ما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله) قال الله تبارك وتعالى : «فذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين» وليكون حجة على من ساءت سريرته وخبثت طينته «ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة كيلا يكون للناس على الله حجة» بل كان له حجة بالغة ولا يخفى أن في الآيات والروايات شهادة على صحة ما حكم به الوجدان الحاكم على الإطلاق في باب الاستحقاق للعقوبة والمثوبة ومعه لا حاجة إلى ما استدل على استحقاق المتجري للعقاب بما حاصله أنه لولاه مع استحقاق العاصي له يلزم إناطة استحقاق العقوبة بما هو خارج عن الاختيار من مصادفة قطعه الخارج عن تحت قدرته واختياره
______________________________________________________
ذكر من كون ما لا بالاختيار ناشئاً عن الاستعداد الذاتي الضروري للذات ، (١) (قوله : ولا يخفى ان في الآيات والروايات) المراد من الآيات مثل قوله تعالى (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا) ، وقوله تعالى : (ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم) وقوله تعالى : (والذين يحبون ان تشيع الفاحشة ... إلى آخر الآية) ونحوها ، ومن الروايات مثل قوله صلىاللهعليهوآله : نية الكافر شر من عمله ، وما ورد من تعليل خلود أهل النار بعزمهم على البقاء في الكفر لو خلدوا في الدنيا ، ونحوهما ، لكن لا يخفى ان مثل المقام من الأحكام العقلية لا تصلح الآيات والروايات للشهادة فيه وانما تصلح للمرجعية في الأحكام العقلية لا تصلح الآيات والروايات للشهادة فيه وانما تصلح للمرجعية في الأحكام الشرعية (٢) (قوله : ومعه لا حاجة) يعني مع حكم الوجدان (٣) (قوله : لولاه) الضمير راجع إلى الاستحقاق ، وفي (له) إلى العقاب (٤) (قوله : من مصادفة) بيان لما هو الخارج عن الاختيار ، ثم ان هذا إشارة إلى البرهان الرباعي الّذي ذكر في الرسائل ، وبيانه : انه لو فرض شخصان قاطعين بان ما في إنائهما خمر ثم شرب كل منهما ما في إنائه وكان في الواقع أحد الإناءين خمرا والآخر ماء فاما ان