فلو قيل بكون النتيجة هو نصب الطريق الواصل بنفسه فلا إهمال فيها أيضا بحسب الأسباب بل يستكشف حينئذ أن الكل حجة لو لم يكن بينها ما هو المتيقن وإلّا فلا مجال لاستكشاف حجية غيره ولا بحسب الموارد بل يحكم بحجيته في جميعها وإلّا لزم عدم وصول الحجة ولو لأجل التردد في مواردها كما لا يخفى
______________________________________________________
المبني. نعم لو قام الإجماع أو علم بالاهتمام في مقدار لم يمكن الاحتياط فيه أو كان الاحتياط بتمامه حرجا يرجع حينئذ إلى الترجيح بالمرتبة أو بمزيد الاهتمام. فلاحظ وتأمل (١) (قوله : فلو قيل بكون النتيجة) محتملات الكشف ثلاثة (الأول) أن يكون المستكشف نصب الطريق الواصل بنفسه بمعنى كون المقدمات موجبة للعلم بطريقية شيء بعينه (الثاني) أن يكون المستكشف منها نصب الطريق الواصل ولو بطريقه بمعنى كونها موجبة للعلم بطريقية شيء بعينه ولو بواسطة العلم بطريقيته من طريق يؤدي إليه فتعلم طريقيته بتوسط قيام طريق عليه (الثالث) أن يكون المستكشف نصب طريق وان لم يعلم هو بنفسه ولا بقيام طريق يؤدي إليه ، والكلام في لازم الاحتمال الأول من حيث السبب ، أو من حيث الموارد ، أو من حيث المرتبة هو أنه إن كان بين الأسباب أو الموارد أو المراتب قدر متيقن وأف بحيث لا يمكن إجراء مقدمات الانسداد فيما عداه وجب الاقتصار عليه والحكم بحجيته وعدم حجية ما سواه ، أما الحكم بحجيته فلفرض كونها متيقنة ، وأما عدم حجية ما سواه فلعدم الموجب لاستكشاف ذلك بعد صدق الطريق الواصل المستكشف نصبه على الأول ، ولا فرق بين ان يكون لبعض الظنون مزية أولا فان المزية لما لا توجب كون ذيها متيقن الاعتبار لا تصلح لأن تكون منشأ لانطباق الطريق الواصل على ذيها كما لا يخفى ، ومن ذلك يظهر لك التأمل في كلمات المصنف (ره) كما سننبه عليه (٢) (قوله : ولا بحسب الموارد) يعني ولا إهمال بحسب الموارد (٣) (قوله : وإلا لزم عدم) هذا إذا لم يكن قدر متيقن واف بين الموارد وإلّا انطبق على الظن فيه عنوان الطريق الواصل ولم يكن مجال لاستكشاف الحجة