بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سبحانك وبحمدك يا من أشرق على مشارق العقول فأظهر منها آياته من المعقول والمنقول وأبان منها قواعد الفروع والأصول وأنزل على عبده الكتاب تبياناً للرد والقبول (ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول وآل الرسول فصلّ اللهم عليه وعلى عترته أئمة أرباب العقول لا سيما المخصوص بالأخوَّة سيف الله المسلول (وبعد) فالعلم على اختلاف فنونه وتشتت غصونه قد انتهت إلى علم الأصول مدارجه لرشاقة مسائله وتناهت إليه معارجه لوثاقة دلائله فهو الغاية القصوى والمقصد الأسنى ولولاه لما قام للفقه عمود ولا اخضر له عود بل كان كشجرة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار ولا يُجتنى منها التمار فلذا أجرى فيه كل منطيق لسانه وأظهر فيه برهانه إلا أن من أبدع فيه وأحاط بمعانيه عصابة من أولي الإصابة فقام بالأمر منهم كابر بعد كابر حتى انتهت النوبة من الغائب إلى الحاضر فنهض به ثلة قليلة بل عدة جليلة ـ شكر الله مساعيهم الجميلة فممن تناهي في العلم حدّه وأدرك من قبله وأتعب من بعده جوهرة قلادة الفضل والتحقيق وشمس دائرة الفهم والتدقيق خاتم رتبة العلم وختامها وشيخ أرباب الفضائل وإمامها الفاضل الكامل واللجي الّذي لا يُدرك له ساحل حجة الإسلام والمسلمين آية الله في الأرضين سيد الأعاظم وسند الأفاخم والبحر المتلاطم مولانا الآخوند ملا محمد كاظم الهروي الطوسي الغروي دام ظلاله على رءوس المسلمين وجعل مستقبل امره خيراً من ماضيه ورمم بوجوده من الشريعة دوارسها وعمر بجوده من العلم مدارسها فيا له من فكر ما أشد توقده يكاد يضيء زيته ولو لم تمسسه نار فأبرز صحائف هي منتهى رغبة الراغبين ولطائف هي شرعة الواردين والصادرين