البلاغة في الكلام هو إرادة نفي الحقيقة ادعاء لا نفي الحكم أو الصفة كما لا يخفى ، ونفي الحقيقة ادعاء بلحاظ الحكم أو الصفة غير نفي أحدهما ابتداء مجازاً في التقدير أو في الكلمة مما لا يخفى على من له معرفة بالبلاغة. وقد انقدح بذلك بُعد إرادة نفي الحكم الضروري أو الضرر غير المتدارك أو إرادة النهي من النفي جداً. ضرورة بشاعة استعمال الضرر وإرادة خصوص سبب من أسبابه أو خصوص غير المتدارك منه ، ومثله لو أريد ذاك بنحو التقييد فانه وإن لم يكن ببعيد إلا أنه بلا دلالة عليه غير سديد وإرادة النهي من النفي وإن كان ليس بعزيز إلا أنه لم يعهد من مثل هذا التركيب وعدم إمكان إرادة نفي الحقيقة حقيقة لا يكاد يكون قرينة على إرادة واحد منها بعد إمكان حمله على نفيها ادعاء بل كان هو الغالب في موارد استعماله
______________________________________________________
المذكورين نفي الكمال لا نفي الآثار فتأمل (١) (قوله : هو إرادة نفي الحقيقة) لكن عرفت أن ذلك حيث يدور الأمر بينها لا ما إذا كان غيرها أظهر (٢) (قوله : بُعد إرادة) هو فاعل (انقدح) ، يشير بهذا إلى مختار الشيخ الأعظم قدسسره وغيره من بقية الأقوال (٣) (قوله : ضرورة بشاعة) تعليل للبعد ، يعني ان الضرر (تارة) ينشأ من الحكم (وأخرى) ينشأ من أسبابه التكوينية وإرادة خصوص الأول ليس عليها قرينة ، لكن قد عرفت القرينة عليه وهي عدم ارتفاع الثاني خارجا وعدم كونه مما يصلح للرفع الشرعي (٤) (قوله : ومثله لو أريد ذاك) الفرق بينه وبين ما قبله انه على الأول يكون المرفوع نفس الذوات الخاصة بلا ملاحظة تقييدها بالوصف ، وعلى الثاني تكون قد لوحظ تقييدها بالوصف (٥) (قوله : لم يعهد من مثل) قد عرفت إرادة النهي من النفي في قوله تعالى : «لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج» (٦) (قوله : وعدم إمكان إرادة) قد عرفت إمكان إرادة نفي الحقيقة حقيقة لو أريد خصوص الضرر الناشئ من الحكم الشرعي فليحمل عليه فانه أولى من حمله على النفي الادعائي مع احتياجه إلى تمحل (٧) (قوله : كان هو الغالب) مسلم لكن في غير أمثال هذا التركيب كأمثلة المتن ونحوها ، ولم يعهد في أمثاله الا في