ما عليها من الخصوصية المستدعية لذلك تكويناً للزوم أن يكون في العلة باجزائها ربط خاص به كانت مؤثراً في معلولها لا في غيره ولا غيرها فيه وإلا لزم أن يكون كل شيء مؤثراً في كل شيء ، وتلك الخصوصية لا يكاد يوجد فيها بمجرد إنشاء مفاهيم العناوين وبمثل قول : دلوك الشمس سبب لوجوب الصلاة وإنشاء لا إخباراً ، ضرورة بقاء الدلوك على ما هو عليه قبل إنشاء السببية له من كونه واجداً لخصوصية مقتضية لوجوبها أو فاقداً لها وان الصلاة لا تكاد تكون واجبة عند الدلوك ما لم يكن هناك ما يدعو إلى وجوبها ومعه تكون واجبة لا محالة وان لم ينشأ السببية للدلوك أصلا. ومنه انقدح أيضا عدم صحة انتزاع السببية له حقيقة من إيجاب الصلاة عنده لعدم اتصافه بها بذلك ضرورة. نعم لا بأس باتصافه بها عناية وإطلاق السبب عليه مجازاً ، كما لا بأس بأن يعبر عن إنشاء وجوب الصلاة عند الدلوك مثلا بأنه سبب لوجوبها فكني به عن الوجوب
______________________________________________________
إلى المانعية والرافعية (١) (قوله : لذلك) أي للتكليف حدوثا وارتفاعا (٢) (قوله : بمجرد إنشاء) إشارة إلى ما ربما ينسب إلى المشهور من انها مجعولة استقلالا (٣) (قوله : وبمثل قول) معطوف على إنشاء (٤) (قوله : لا اخباراً) إذ لو كان اخباراً لم يقتض تحقق هذه العناوين (٥) (قوله : ضرورة) تعليل لقوله : لا يكاد يوجد ... إلخ (٦) (قوله : ما يدعو) يعني الخصوصية القائمة في الدلوك وإليه يرجع ضمير قوله : معه (٧) (قوله : عدم صحة) يعني حيث لا خصوصية (٨) (قوله : بها عناية) قد عرفت أن إطلاق السببية على مثل الدلوك لا بد ان يكون بالعناية ولو كانت فيه الخصوصية التي بها يكون داعياً (٩) (قوله : كما لا بأس بأن يعبر) إشارة إلى ما ربما يقع في بعض الاخبار من التعبير بان الشيء الفلاني سبب للوجوب أو نحو ذلك فلا يتوهم من هذا التعبير ان