الحركة الدائرية واخرى بمعنى الذهاب والمجي المضطرب ، ويطلق على الغبار والأتربة التي تحملها الريح إلى كل جانب بـ (مَوْر).
على كل حال فإنّ هذا التعبير يعني اضطراب الأجرام السماوية واختلال نظمها وزوالها. وأحياناً اخرى يقول تعالى : (يَوْمَ تَكُونُ السَّمَآءُ كَالْمُهْلِ). (المعارج / ٨)
ولقد فسّر المفسّرون كلمة (المَهْل) برديء الزيت أو الفضة إذا ذابت (١) ، والمعنى الأخير يناسب الآية أعلاه.
على أيّة حال إنّ حصول مثل هذه الحالة في الأجرام السماوية إنّما هو نتيجة لزوالها.
وفي النهاية عبر القرآن بتعبير آخر فقال : (يَومَ نَطْوِى السَّمَآءَ كَطَىِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا اوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ). (الأنبياء / ١٠٤)
هذا التعبير يوضح ابعاد تغيير السموات والكواكب في نهاية هذا العالم ويدل أيضاً على أنّ جميع المنظومات والكواكب السيارة والثابتة تطوى كطي السجل للكتاب ويعاد الخلق كما خلقه أول مرّة ويضع الله سبحانه وتعالى نظاما جديداً لعالم الوجود وتقوم القيامة على هذا العالم الجديد.
فنستنتج من مجموع الآيات السالفة الذكر أنّ القيامة هي ليست استمراراً للحياة الدنيا بل إنّ هذا النظام يتغير تغيراً كاملاً وذلك لوقوع انفجارات عظيمة وزلازل مرعبة تدمّر كل شيء ثم يقوم نظام جديد بعد ذلك وتقوم القيامة فيه.
* * *
__________________
(١) تفسير الكشاف ، ج ٤ ، ص ٦٠٩.