وجميع المخلوقات وازالة الجبال في مدّة قصيرة ، ويُحبذ أن ننقل كلاماً للإمام علي عليهالسلام ورد في نهج البلاغة : «ويُنفَخُ في الصُّوْرِ فتزهَقُ كُلُّ مُهْجةٍ وتبكُم كُلُّ لَهْجَةٍ وَتذلُّ الشُّمُّ الشوامخ والصُّمُّ الرَّواسخُ فَيَصيرُ صَلْدُها سَراباً رقرَقاً وَمَعْهَدُها قاعاًسَمْلَقاً» (١).
فحَريٌّ بنا أن نُدرك أنّ هذه الأشياء تخص (نفخة الإماتة) ومن البديهي أنّ (نفخة الإحياء) شيء آخر فهي صرخة النهوض والحياة والحركة والنشاط.
وتبقى معرفتنا بهذه النفخة وسائر المسائل المتعلقة بيوم القيامة محدودة جدّاً.
* * *
٣ ـ إجابات حول نفخة الصور
١ ـ هل أَن نفخة الصور تقع مرتين فقط؟
من المعلوم أنّ الآيات القرآنية تشير إلى وجود نفختين (نفخة الإِماتة ونفخة الإِحياء) وقد لاحظنا ذلك في الآيات السالفة الذكر.
ولكن يستفاد من بعض الروايات أنّ نفخة الصور تتحقق ثلاث مرات حتى أنّ بعض الروايات تستدل بالقرآن على ذلك ولقد نُقل في كتاب لئالئ الأخبار عن المرحوم (الديلمي) في كتاب إرشاد القلوب هذا الحديث : «وله أي «اسرافيل» ثلاث نفخات «نفخة القرع» و «نفخة الموت» و «نفخة البعث» فاذا فنيت الدنيا أمر الله اسرافيل أن يهبط إلى الأرض وينفخ نفخة الفزع كما قال تعالى : (وَيَومَ يُنْفَخُ فِى الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِى السَّموَاتِ وَمَنْ فِى الْأَرضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ). (النمل / ٨٧)
... وتزلزلت الأرض وتذهل كل مرضعة عمّا أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها ويميد الناس ويقع بعضهم على بعض كأنّهم سكارى وما هم بسكارى ، وأمّا نفخة الإحياء فقال تعالى : (وَنُفِخَ في الصُّور فَصَعِقَ مَنْ فِى السَّموَاتِ وَمَنْ فِى الْأَرْضِ). (الزمر / ٦٨)
(وكما قال تعالى : (ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذَا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ) (٢). (الزمر / ٦٨)
__________________
(١). نهج البلاغة ، خطبة ١٩٥.
(٢). لئالىء الأخبار ، ج ٥ ، ص ٥٤ (مع التلخيص).