فمن الآثار الخلقية المترتبة على شرب الخمر : أنّها تسلب لبّ شاربها وتجعل زمام عقله بيد الأهواء والنفس الأمارة ، فعن الصادق (عليهالسلام) : «السّكران زمامه بيد الشيطان إن أمره أن يسجد للأوثان سجد وينقاد حيثما قاده».
ومن الآثار أنها تذهب الإيمان ، ففي الحديث عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله (عليهالسلام) : «يا يونس أبلغ عطيّة عنّي أنّه من شرب الخمر حتى يسكر منها نزع روح الإيمان من جسده ، وركّبت فيه روح سخيفة خبيثة ملعونة».
وفي حديث آخر عن الصادق (عليهالسلام) أيضا قال : «قال رسول الله (صلىاللهعليهوآله) : مدمن الخمر يلقى الله يوم يلقاه كافرا» وفي كثير من الروايات : «أنّ مدمن الخمر يلقى الله كعابد وثن».
ومن الآثار : أنّ الخمر تذهب بنور شاربها فتستولي على قلبه الحجب الظلمانية فلا يعرف ربّه فيكون في حيرة وضلالة فيجسر على ارتكاب المحرّمات وتهون عليه المعاصي والآثام ، فعن ابن يسار عن الصادق (عليهالسلام) : «إنّ شارب الخمر يصير في حال لا يعرف معها ربّه».
وعن الصادقين (عليهماالسلام) : «ما عصي الله بشيء أشدّ من شرب المسكر إنّ أحدهم يدع الصّلاة الفريضة ويثب على أمه وبنته وأخته وهو لا يعقل».
وفي حديث آخر عن أمير المؤمنين (عليهالسلام) : «قيل له : إنّك تزعم أنّ شرب الخمر أشدّ من الزنا والسرقة؟ قال (عليهالسلام) : نعم ، إنّ صاحب الزنا لعلّه لا يعدو إلى غيره ، وإنّ شارب الخمر إذا شرب الخمر زنا ، وسرق ، وقتل النفس الّتي حرّم الله ، وترك الصلاة» إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة.
ومن الآثار : أنّها تورث الندامة وتأنيب الضمير ، ففي الحديث عن أبي بصير عن الصادق (عليهالسلام) : «أنّه قال لأم خالد العبدية : لا تذوقي منه ـ النبيذ ـ قطرة ، لا والله لا آذن لك في قطرة منه ، فإنّما تندمين إذا بلغت نفسك