ابن أبي الفرج الراوندي ، فقيه الشيعة ، كان من أفاضل علماء الشيعة ، يروي عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن المحسّن الحلبي ، عن أبي الفتح محمّد بن علي ابن عثمان الكراجكي ، عن أبي الحسن بن شاذان القمّي ، عن محمّد بن أحمد بن عيسى ، عن سعد بن عبد الله القمّي ، عن أيّوب بن نوح قال ، قال الإمام عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام : اكتبوا الحديث واحتفظوا بالكتب ، فستحتاجون إليها يوما ما ، وإذا كتبتم العلم فاكتبوه بأسانيده ، واكتبوا معه الصلاة على محمّد وآل محمّد ، فإنّ الملائكة يستغفرون لكم مادام ذلك الكتاب (١) ، انتهى.
وقال العلّامة السيّد محسن الأمين : والظاهر أنّ المراد به المترجم ، لاتّحاد الاسم واللقب والنسبة وبعض مشايخه ، فقد تقدم أنّ من مشايخه أبا جعفر الحلبي ، فإنّ الظاهر أنّه أبو جعفر محمّد بن علي بن المحسّن الحلبي المذكور هنا.
لكن ينافيه تكنيته بأبي الفرج وتكنية جدّه بأبي الفرج ، ولم يذكرهما غيره ، فالظاهر وقوع اشتباه من صاحب مجمع الآداب ، انتهى كلام السيّد الأمين (٢).
ونحن نقول بعدم المانع من تعدّد كنيته ، خصوصا وإنّ الناقل لكنيته بأبي الفرج ابن الفوطي القريب عهدا منه.
وقال ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان : سعيد بن هبة الله بن الحسن بن عيسى الراوندي ، أبو الحسين ، ذكره ابن بابويه في تاريخ الري ، وقال : كان فاضلا في جميع العلوم ، له مصنّفات كثيرة في كلّ نوع ، وكان على مذهب الشيعة ، مات في ثالث عشر شوّال سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة (٣).
وكلمات المدح والثناء والإطراء في حقّ هذا العالم الجليل كثيرة جدّا ، وما
__________________
(١) مجمع الآداب في معجم الألقاب ٣ : ٣٧٩.
(٢) أعيان الشيعة ٧ : ٢٦٠.
(٣) لسان الميزان ٣ : ٤٨.