عبد الحميد بن أبي الديلم (١) ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان هابيل راعي الغنم وكان قابيل حرّاثا ، فلمّا بلغا قال لهما آدم صلوات الله عليه : إنّي أحبّ أن تقرّبا إلى الله قربانا لعلّ الله أن يتقبّل منكما ، فانطلق هابيل إلى أفضل كبش في غنمه فقرّبه التماسا لوجه الله ومرضاة أبيه ، فأمّا قابيل فإنّه قرّب الزّوان (٢) الذي يبقى في البيدر ، الذي لا تستطيع البقر أن تدوسه (٣) ، فقرّب ضغثا منه (٤) لا يريد به وجه الله تعالى ولا رضى أبيه ، فقبل الله قربان هابيل وردّ على قابيل قربانه (٥).
فقال إبليس لقابيل : إنّه يكون لهذا عقب يفتخرون على عقبك بأن قبل قربان أبيهم ، فاقتله حتّى لا يكون له عقب ، فقتله فبعث الله تعالى جبرئيل فأجنّه (٦) ، فقال قابيل : (يا وَيْلَتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ)(٧) يعني به مثل هذا الغريب الذي لا أعرفه جاء ودفن أخي ولم أهتد لذلك ، ونودي قابيل من السماء : لعنت لما (٨) قتلت أخاك ، وبكى آدم عليهالسلام على هابيل أربعين يوما وليلة (٩).
__________________
ـ إسماعيل بن جابر معروفة في الأسانيد ، لاحظ نفس الطريق في بصائر الدرجات : ٦١ / ١٩ و ٣٢٤ / ٩ و ٣٢٩ / ٢ و ٤٤٨ / ١ و ٤٨٩ / ٤ ، والكافي ١ : ٢٩٣ / ٣ و ٨ : ٢٨٥ / ٤٣٠.
(١) في «ر» : (الديلميّ) بدلا من : (بن أبي الديلم) ، وفي «س» : (بن أبي الديلميّ).
(٢) الزوان : ما يخرج من الطعام فيرمى به ، وهو الرديء منه. (لسان العرب ١٣ : ٢٠)
(٣) في «ر» «س» «ص» : (تدرسه).
(٤) قوله : (منه) لم يرد في «ر» «س».
(٥) في «ر» «س» : (وردّ قربان قابيل).
(٦) في حاشية «ر» «س» : (أي دفنه تحت الأرض) ، وفي حاشية «س» زيادة : (وستره ومنه الجنّ أي مستترين تحت الأرض).
(٧) المائدة : ٣١.
(٨) في «ر» «س» : (كما).
(٩) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٣٩ / ٢٨.
وورد مضمونه في الكافي ٨ : ١١٣ / ٩٢ ، وكمال الدين : ٢١٣ / ضمن ح ٢ ، وعنه في بحار الأنوار ـ