.................................................................................................
______________________________________________________
وأما الأقل والأكثر فطرفا الترديد يمكن اجتماعهما بالإتيان بالأكثر.
والفرق بين الارتباطيين والاستقلاليين هو : أن المركب الارتباطي يتألف من أشياء يكون بين الأوامر المتعلقة بها ملازمة ثبوتا وسقوطا ، كتلازم الأغراض والملاكات الداعية إلى تلك الأوامر التي هي أمر واحد حقيقة منبسط على تلك الأشياء. والمركب الاستقلالي يتألف من أشياء يتعلق بها أوامر لا ملازمة بينها ثبوتا وسقوطا ، بل يكون لكل منها إطاعة مستقلة. وعليه فالحكم في المركب الارتباطي واحد ، وفي الاستقلالي متعدد ، فأمر التكبيرة وغيرها من أجزاء الصلاة التي هي من المركبات الارتباطية لا يسقط إلّا مع سقوط أوامر سائر أجزائها من الركوع والسجود والقراءة والتشهد والتسليم وغيرها من الأجزاء.
ولأجل هذا الارتباط عدّ المقام من صور الشك في المكلف به ، فلو علم إجمالا بوجوب الصلاة وتردد متعلقه بين تسعة أجزاء وعشرة ، فان مقتضى الارتباطية عدم سقوط أمر الصلاة لو أتى بها مجردة عن مشكوك الجزئية على تقدير جزئيته واقعا ، وهذا بخلاف الاستقلاليين ، فان وجود الأكثر على تقدير وجوبه واقعا غير معتبر في صحة الأقل وسقوط أمره ، فان الأمر المتعلق بالأقل نفسي استقلالي أيضا ، ويترتب الغرض عليه مطلقا ولو مع عدم تحقق الأكثر ، نظير الدين وقضاء الفوائت وقضاء صوم شهر رمضان إذا ترددت بين الأقل والأكثر ، فان أداء الأقل من الدين وقضاء الفوائت وقضاء صوم شهر رمضان يوجب سقوط أوامرها وان كان الأكثر واجبا واقعا ، ولزم امتثاله أيضا ، حيث ان وجوبه استقلالي كوجوب الأقل ، فلا يعتبر في سقوطه إطاعة الأمر بالأكثر.
والحاصل : أن وحدة التكليف في الارتباطيين وتعدده في الاستقلاليين المستلزم لتعدد الإطاعة والعصيان هو الفارق بينهما.