.................................................................................................
______________________________________________________
.................................................................................................
__________________
وراجعنا شرح سيدنا الجد ـ السيد الجزائري ـ أعلى الله مقامه على الكتاب المسمى بالجواهر العوالي فيما يرتبط بالمقام ، وأفاد ما حاصله : أما مشايخه وأساتيذه فهم إلى فخر الدين موثقون بتوثيقه ، لأنه أثنى على كل واحد منهم بما يناسب حاله ، وحيث انه ثقة كما نصّ عليه جماعة من المتأخرين فتوثيقه لهم حجة أيضا. ثم قال حول شبهة الإرسال : «اننا تتبعنا ما تضمنه هذا الكتاب من الأخبار فحصل الاطلاع على أماكنها التي انتزعها منه مثل الأصول الأربعة وغيرها من كتب الصدوق وغيره من ثقات أصحابنا أهل الفقه والحديث».
أقول : والأمر كما أفاده (قده) فان كثيرا من تلك الروايات موجودة في الكتب الأربعة وغيرها ، فمن الممكن أن المؤلف ظفر بكتاب أو أصل معتبر ونقل بعض الأخبار منه. وقد نقل المحدث النوري (١) شطرا من كلام سيدنا الجد وأيد به مختاره في عدّ كتاب غوالي اللئالي من الكتب المعتبرة. وقد ارتضاه العلامة المجلسي أيضا على ما حكاه السيد في مقدمة شرحه بعد أن كان راغبا عنه في أول الأمر. هذا غاية ما يمكن بيانه بهذا الصدد.
لكن مع ذلك كله في النّفس دغدغة تثبطني عن الركون إلى ما أفيد ، وذلك فانه وان لم يكن وقوف ابن أبي جمهور على أصل حاو لروايات قاعدة الميسور واطلاعه عليه مستبعدا كما وقع لغيره ، بعد أن كان ذلك الأصل مخفيا عن المتقدمين ، إلّا أن المانع من الالتزام به تصريح المؤلف بأن جميع ما يرويه ينتهي إلى العلامة ، ومنه إلى الأئمة عليهمالسلام ، ومن المعلوم أن في طريق العلامة إليهم عليهمالسلام أرباب الكتب الأربعة وغيرها من جوامع الأخبار كالصدوق
__________________
(١) مستدرك الوسائل ، ج ٣ ، الخاتمة ، ص ٣٦٤