.................................................................................................
______________________________________________________
.................................................................................................
__________________
لانتقاض المدعى به ، فان دلالة المفاعلة على المشاركة في المادة منوطة بصوغها من الثلاثي المجرد الّذي يتحد معناه مع ما اشتق منه سوى أن صوغها من باب المفاعلة يوجب ظهورها في الاشتراك ، وأما ما كان ثلاثية والمزيد فيه بمعنيين لبّا فلم يدل باب المفاعلة منه على الاشتراك ، قال نجم الأئمة (ره) في شرح الشافية في بيان معنى المفاعلة : «أقول : لنسبة أصله ـ أي لنسبة المشتق منه فاعل ـ إلى أحد الأمرين أي الشيئين» (١) وعليه فإذا كان الفعل الثلاثي بمعنى والمزيد فيه من باب المفاعلة بمعنى آخر لم يدل على الاشتراك حتى ينتقض القول المشهور به ، فمثل «ناديناه ، باشر نافق ، ساعد» خارج عما هو الأصل في هيئة المفاعلة موضوعا.
أما الأول أعني «ناديناه» فلأن «ندا الرّجل بمعنى اعتزل» وهو أجنبي عن «نادى» الّذي هو بمعنى صاح. وأما الثاني فلأن «سعد» بمعنى «يمن» وهو أجنبي عن «أعان» الّذي هو مدلول الفعل من هذا الباب. وأما الثالث فلأن «نفق» بمعنى «خرج» ولا ربط له بستر الكفر بالقلب وإظهار الإيمان باللسان الّذي هو معنى «نافق». وأما الرابع فلأن «بشر» بمعنى «اهتم بالأمر وتولّاه» وهذا المعنى في نفسه غير قابل لصدوره من شخصين بنحو يصدر من كل منهما ويقع على الآخر ، فلا بد أن يراد بالفعل المصوغ من باب المفاعلة المبالغة فيه كما يقال في «سافرت وناولته الشيء» فانهما للمبالغة في الخروج إلى السفر وإعطاء الشيء لغيره ، أو بمعنى ثلاثيّة المجرد ، وهكذا حال بعض الأمثلة الأخرى كما لعله سيأتي التعرض له.
وثانيا : أن الأمثلة المذكورة لم تبلغ حدا تنافي ما هو المشهور من وضع المفاعلة للاشتراك ، إذ هذه الأفعال الخارجة عن الأصل بالقياس إلى ما بقي منها كالقطرة من البحر.
ومنها : ما نسبه إلى المشهور من دعواهم وحدة معنى بابي المفاعلة والتفاعل ،
__________________
(١) شرح الشافية ، ج ١ ، ص ٩٦