.................................................................................................
______________________________________________________
واختلفوا في تعريفه باعتبار المعنى الأوّل ، ففي «الإيضاح *» أنّه في عرف الفقهاء باعتبار هذا المعنى ما يستقرّ عليه المصلّي ولو بوسائط وما يلاقي بدنه وثيابه وما يتخلّل بين مواضع الملاقاة من موضع الصلاة كما يلاقي مساجده ويحاذي بطنه وصدره (١).
وأورد عليه في «جامع المقاصد (٢) والغرية وإرشاد الجعفرية (٣) والروض (٤) والمدارك (٥)» بأنّه يقتضي بطلان صلاة ملاصق الحائط المغصوب وكذا واضع الثوب المغصوب الّذي لا هواء له بين الركبتين والجبهة. قالوا : والحكم في ذلك غير واضح والقائل به غير معلوم. وعرّف في هذه الكتب الخمسة و «الروضة (٦) والمقاصد العليّة (٧)» بأنّه الفراغ الّذي يشغله بدن المصلّي أو يستقرّ عليه ولو بوسائط.
قال في «جامع المقاصد (٨)» : ولا يشكل في عكس كلّ منهما السقف لو كان مغصوباً ، وكذا الخيمة ونحوها ، من حيث إنّه على التعريفين لا تبطل صلاة المصلّي تحت السقف والخيمة المغصوبين ، مع أنّ المصلّي متصرّف بكلّ منهما ومنتفع به ، فإنّ التصرّف في كلّ شيء بحسب ما يليق به والانتفاع فيه بحسب ما اعدّ له ،
__________________
(*) تعريف الإيضاح يناسب تعريف المكان على بعض مصطلحات الحكماء كما فسّروه بأنّه السطح الباطن للجسم الحاوي المماس للسطح الظاهر من الجسم المحوي (منه قدسسره).
__________________
(١) إيضاح الفوائد : في مكان المصلّي ج ١ ص ٨٦.
(٢) جامع المقاصد : في مكان المصلّي ج ٢ ص ١١٥.
(٣) المطالب المظفّرية : في مكان المصلّي ص ٧٣ (مخطوط في مكتبة المرعشي برقم ٢٧٧٦).
(٤) روض الجنان : في مكان المصلّي ص ٢١٨ س ٢٢.
(٥) مدارك الأحكام : في مكان المصلّي ج ٣ ص ٢١٥.
(٦) الروضة البهية : في مكان المصلّي ج ١ ص ٥٣٢.
(٧) المقاصد العليّة : في مكان المصلّي ص ٨٦ (مخطوط في المكتبة الرضوية برقم ٨٩٣٧).
(٨) جامع المقاصد : في مكان المصلّي ج ٢ ص ١١٥.